كتب : مصطفى حبيشي

في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعًا داخل الشارع السوري وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع مرسومًا جديدًا أعاد من خلاله تحديد العطلات الرسمية في البلاد، وشهد المرسوم إلغاء عطلة حرب أكتوبر وعيد الشهداء، وهو القرار الذي وصفه البعض بأنه “ضربة للذاكرة الوطنية”.
المرسوم الرئاسي رقم 188 لعام 2025 نصّ على تعديل قائمة الأعياد والعطل الرسمية، حيث تم حذف عدد من المناسبات التي كانت تمثل رموزًا تاريخية في سوريا، وعلى رأسها:
ذكرى حرب أكتوبر (6 تشرين الأول)، التي كانت تُعد من أبرز أيام الفخر الوطني.
عيد الشهداء (6 أيار)، الذي يخلد ذكرى الوطنيين الذين أعدمهم الاحتلال العثماني.
إلى جانب إلغاء مناسبات أخرى مثل ثورة 8 آذار وعيد المعلم، والتي كانت معتمدة منذ عقود طويلة.
في المقابل، أضاف المرسوم عددًا من الأعياد الجديدة التي تشمل:
عيد الثورة السورية وعيد التحرير ضمن قائمة الأعياد الوطنية الجديدة.
عيد الفطر (3 أيام) وعيد الأضحى (4 أيام).
رأس السنة الهجرية والمولد النبوي.
رأس السنة الميلادية وعيد الميلاد للمسيحيين.
عيد الأم وعيد الجلاء كعطل رسمية مدفوعة الأجر.
وبموجب المرسوم الجديد، ألغيت جميع القرارات السابقة الخاصة بالإجازات، ليصبح هذا القانون هو المرجع الرسمي الوحيد لتحديد العطل الوطنية والدينية في سوريا.
💥 صدمة وغضب في الشارع السوري:
القرار أثار موجة من الانتقادات الحادة بين المواطنين، حيث اعتبره كثيرون محاولة لتغيير هوية الذاكرة الوطنية، وتجاهلًا لتاريخ طويل من النضال والتضحيات.
وقال ناشطون عبر مواقع التواصل:
“من يمحو ذكرى حرب أكتوبر، كأنه يمحو صفحة من شرف الأمة.”
بينما اعتبر آخرون أن إلغاء عيد الشهداء تحديدًا هو استفزاز لمشاعر السوريين، خاصة أن هذا اليوم يرمز إلى التضحيات التي قُدمت عبر أجيال من أجل الوطن.
في المقابل، يرى مؤيدو القرار أن المرسوم يعيد ترتيب أولويات الدولة الحديثة، ويضع رموزًا جديدة تتماشى مع المرحلة السياسية الراهنة، بعيدًا عن “أعياد الأنظمة السابقة”.
⚖ تحليل الموقف:
المتابعون للشأن السوري وصفوا الخطوة بأنها تحوّل سياسي عميق يحمل أبعادًا رمزية، ويعكس رغبة القيادة الجديدة في إعادة صياغة هوية الدولة من خلال المناسبات الرسمية.
فبينما كان عيد أكتوبر وعيد الشهداء يمثلان رمزين وطنيين للتاريخ السوري الحديث، يبدو أن النظام الجديد يسعى لربط رموزه بمفاهيم “الثورة والتحرر” بدلاً من التاريخ العسكري القديم.
📢 الخلاصة:
المرسوم الأخير فتح بابًا واسعًا للجدل بين من يراه خطوة لتجديد الوعي الوطني، ومن يعتبره محاولة لطمس التاريخ، لتبقى الحقيقة المؤكدة أن قرار أحمد الشرع بإلغاء عطلة حرب أكتوبر وعيد الشهداء لم يمر مرور الكرام، بل أشعل أكبر نقاش سياسي وشعبي في سوريا منذ سنوات.

 

للمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط