
كتب: أحمد عماد
تسعى الصين لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي في محاولة لتعويض الخسائر التي تكبدتها نتيجة الحرب التجارية المشتعلة مع الولايات المتحدة، في خطوة تهدف إلى إيجاد أسواق بديلة لمنتجاتها التي كانت تستهدف السوق الأمريكية. هذا المسعى يأتي في وقت حرج بالنسبة للصين، إذ فرضت واشنطن رسومًا جمركية ثقيلة على البضائع الصينية، مما أثر بشكل كبير على صادراتها. وقد أشار تقرير نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إلى أن الصين ترى في الاتحاد الأوروبي فرصة لتعزيز صادراتها والتوسع في أسواق جديدة.
خلال الأسابيع الأخيرة، أرسلت بكين وفودًا تجارية إلى عواصم أوروبية محاولًا إقناع الشركات والحكومات بفتح أسواقها أمام السلع الصينية. رغم ذلك، يواجه هذا التحرك تحديات كبيرة في ظل التشكيك الأوروبي في فكرة تحويل أوروبا إلى سوق بديلة بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة. ومع ذلك، عبر بعض قادة الاتحاد الأوروبي عن رغبتهم في تعزيز التعاون مع الصين، مؤكدين على ضرورة العمل معًا لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
في هذا السياق، أشار تشانج يان شنج، الباحث في أكاديمية الصين لأبحاث الاقتصاد، إلى أن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة فتحت فرصًا للصين لإعادة تقييم علاقاتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي. ووفقًا للتقرير، تسعى الصين لزيادة صادراتها إلى أوروبا مع تعزيز وارداتها منها. ومع ذلك، يواجه هذا الهدف صعوبات، بما في ذلك الفوائض التجارية الضخمة التي تحققها الصين وصعوبة دخول الشركات الأوروبية إلى السوق الصينية.
التحرك الصيني لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي يتزامن مع تصريحات من الرئيس الصيني شي جين بينج، التي أبدى فيها استعداد الصين للعمل مع الاتحاد الأوروبي ضد “التنمر الأحادي” الذي تتبناه بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة. وقد أكد المسؤولون الأوروبيون أيضًا استعدادهم للعمل مع الصين لتعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي.
ورغم هذه المناورات الاقتصادية، لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الصين والاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المرتبطة بالحرب في أوكرانيا. كما يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات اقتصادية في السوق الصينية التي تبقى مقيدة في العديد من القطاعات. ومع ذلك، ترى بعض الشركات الأوروبية في ذلك فرصة لتوسيع نطاق أعمالها في أسواق أخرى.