إصلاح ما خلفته الثورة

كتب : أحمد الهاشمي

 

الثورات هي الحل الأخير الذي تلجأ إليه الشعوب للحصول على حقوقهم في مواجهة دكتاتورية النظام الحاكم وبالنظر إلى التاريخ نجد أن الثورات برغم من تحقيق هدفها في الإطاحة بالحاكم إلا أنها تنتج أثار كارثية على كافة الأصعدة ولنا في ذلك مثال ثورة يناير

 

قام الشعب المصري بعد قرابة الثلاثون عاما من حكم مبارك لمصر عانت فيها البلاد من التدهور الاقتصادي وقمع الحريات وتفشي الفساد واحتكار السلطه في يد مجموعه من أصحاب رؤوس الأموال وأخيرا تعالي أصوات هذه المجموعه في نهاية عهد مبارك والتي تنادي بتوريث حكم مصر لنجل الرئيس مما زاد من حالة الاحتقان في الشارع المصري وفي الخامس والعشرين من يناير عام الفان واحد عشر اشتعلت الشرارة الأولى لثورة يناير تنادي بهتاف واحد وهو العيش والحرية والعدالة الإجتماعية وتزايدت أعداد الثوار و الحشود في كافة أنحاء مصر أملا في تحقيق مطالبهم .

وبالرغم من تحقيق هذه المطالب وتنحي مبارك من الحكم ومحاكمته إلا أن ثورة يناير خلفت فوضى عارمة في البلاد على كافة الاصعدة

فعلي الصعيد الامني قد خلفت الثورة انفلات أمنيا عقب أحداث جمعة الغضب وغياب للمؤسسة الامنية وللدولة ونشاط الخلايا الإرهابية في ربوع مصر وإختراق الحدود

فكان لابد من إستعادة الدولة وإحكام السيطرة عليها وإرجاعها مرة أخرى لحالة أمنه وذلك ما نجح فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي مستعيناً بالقوات المسلحة المصرية .

 

وعلى الصعيد الإقتصادي تأثر الإقتصاد سلباً وانسحب المستثمرون الأجانب من الإقتصاد وتراجع التصنيف الائتماني وانخفاض الاحتياطي الأجنبي وتراجع تصنيف مصر كوجهة سياحية بالإضافة إلى خروج قرابة المليون سائح في أيام الثورة الأولى وخسرت مصر تقريباً ثلث مواردها مما زاد الأزمه الإقتصادية الطاحنه حتى أوشك الإقتصاد على الإفلاس في ٢٠١٢ واستمر تأثير الثورة مضافاً إلى تأثير فساد نظام مبارك على الإقتصاد حتى البداء في خطة الإصلاح الإقتصادي والتي لم ينفذها مبارك خوفاً من تاثيرها سلباً على شعبيته وبقائه في الحكم والتي بدأت الدوله في جني ثمارها بعد قرابة العشر سنوات بتحقيق فائض في الموازنة العامه للدولة في مارس من العام الجاري

 

أما على الصعيد الإجتماعي والثقافي عانت مصر الويلات من الآثار السلبية التي خلفتها الثورة فانحدر الذوق العام في المجتمع وتقلص الوعي وظهر نوع جديد من أنواع الغناء عبارة عن موسيقى صاخبة غير منتظمه وكلمات متفرقه غير منظوم ولا يشترط في من يقدمها أن يكون حسن الصوت أو على درايه وعلم بعلوم الموسيقى وهو ما عرف ( بغناء المهرجانات ) يحمل المهرجان في طياته شحنات سلبية قادرة على إشعال الغضب وجنون العظمه داخل من يسمعه وتحولت السينما والدراما إلى صناعه هادفه للربح فقط بعدما كانت السينما تصدر الصورة الحسنه عن مصر وتبرز جمالها وعظمتها وكان الممثل بمثابة المعلم أصبحت السينما والدراما والدراما تظهر البلطجي المخرب الجاهل مظهر البطل وتظهر المجتمع المصري مظهر القبح وتدمر قيمه التي قام عليها منذ عقود حتى رمضان من العام الجاري وبعد

 

تعيين السيد أحمد المسلماني رئيس للهيئة الوطنية للاعلام أمر رئيس الجمهورية بإصلاح السينما والدراما وإعادتها إلى رونقها وما كانت عليه وعودتها لمجابهة الظواهر الدخيله على المجتمع المصري ورفع مستوى الوعي والثقافه فيه وبدأ ذلك بعودة قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري بإنتاج مسلسل يحمل اسم طلعت حرب .

Related Posts

تحقيق صحفي بعنوان: “السماء جفت… والصعيد ينتظر الغيث: أزمة المطر في جنوب مصر وأسرار الغياب

بقلم أسامة محمود      المقدمة:     لم تكن السماء يومًا بخيلة على أرض الكنانة، فقد عُرفت مصر عبر تاريخها بأنها “هبة النيل والمطر”، لكن السنوات الأخيرة حملت تغيرًا…

احمد حسن يكتب “بين صرخة وفرحة”

    فى ظل الصمت التام للعالم لما يحدث فى قطاع غزة من إبادة وتجويع وتهجير من الاحتلال الصهيوني نتصدم من حصيلة زيارة ترامب الى دول الخليج والتى بلغت 2…

One thought on “إصلاح ما خلفته الثورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *