
الولايات المتحدة تفرج عن وثائق سرية تتعلق باغتيال كينيدي: تفاصيل جديدة تثير الجدل
كتب: محمد عضمة
في خطوة تاريخية طال انتظارها، أفرجت الولايات المتحدة عن 80 ألف صفحة من الوثائق السرية المتعلقة باغتيال الرئيس الأسبق جون كينيدي، الذي اغتيل في 22 نوفمبر 1963 في مدينة دالاس، تكساس.
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود الحكومة الأمريكية لزيادة الشفافية وإتاحة المعلومات أمام الجمهور والباحثين، وسط استمرار الجدل حول تفاصيل الاغتيال وما إذا كانت هناك مؤامرة خفية وراء الحادث.
تفاصيل الوثائق المفرج عنها..
تشمل الوثائق التي تم الإفراج عنها تقارير استخباراتية، ومراسلات سرية بين وكالات الأمن القومي، وسجلات استجواب لي هارفي أوزوالد، المتهم الرئيسي في عملية الاغتيال، بالإضافة إلى محاضر اجتماعات داخلية أجرتها إدارة الرئيس ليندون جونسون بعد الحادث مباشرة. كما تتضمن الملفات معلومات عن علاقة أوزوالد بجهات أجنبية، خاصة فيما يتعلق بزيارته إلى السفارة السوفيتية والمكسيكية قبل عملية الاغتيال.
من بين أبرز ما كشفته الوثائق، تقارير تفيد بأن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) كانا يراقبان أوزوالد قبل الحادث بفترة طويلة، ما يثير تساؤلات حول سبب عدم اتخاذ إجراءات لمنعه. كما تضمنت الوثائق تحليلات استخباراتية حول احتمالية تورط جهات خارجية، وهو ما كان محل تكهنات منذ عقود.
ردود الأفعال والتداعيات..
أثارت هذه التسريبات اهتمامًا واسعًا بين الباحثين والإعلاميين وعائلات ضحايا الاغتيال. وعلق البروفيسور جيمس كارتر، المؤرخ السياسي في جامعة هارفارد، قائلاً: “هذه الوثائق قد تعيد تشكيل فهمنا لكيفية تعامل الحكومة مع قضية كينيدي، وربما تؤكد أو تنفي بعض نظريات المؤامرة التي ظلت قائمة لعقود.”
في المقابل، اعتبرت جهات حكومية أن الإفراج عن الوثائق يأتي استجابةً لمطالب الجمهور وليس بالضرورة أنه سيكشف “حقائق صادمة”. وصرّح متحدث باسم البيت الأبيض أن هذه الخطوة تأتي ضمن التزام الإدارة بالشفافية، لكنها “لا تعني وجود أسرار مخفية تغير الرواية الرسمية”.
مستقبل التحقيقات وإمكانية إعادة فتح القضية
على الرغم من مرور أكثر من 60 عامًا على الاغتيال، لا يزال بعض المحققين المستقلين يطالبون بإعادة فتح التحقيق، خاصة في ضوء المستندات الجديدة. وتشير بعض الأصوات إلى أن الكشف الكامل عن جميع الوثائق، بما في ذلك بعض الملفات التي لا تزال سرية، قد يكون ضروريًا للوصول إلى الحقيقة الكاملة.
في هذا السياق، أبدى السيناتور ماركو روبين، عضو لجنة الاستخبارات في الكونغرس، تأييده لمراجعة الوثائق الجديدة، قائلاً: “يجب علينا أن نضمن أن كل ما يتعلق بهذه القضية متاح أمام الشعب الأمريكي، دون أي تلاعب أو حجب متعمد.”
خاتمة..
يبقى اغتيال كينيدي واحدًا من أكثر الألغاز السياسية إثارةً للجدل في التاريخ الأمريكي، ومع الإفراج عن هذه الوثائق، قد تتغير بعض المفاهيم حول القضية، أو قد تفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات التي لم تجد إجابة بعد. وبينما يرى البعض أن الحقيقة باتت أقرب، لا تزال هناك أصوات تطالب بالكشف الكامل عن كل الملفات المتبقية، لضمان عدم ترك أي مجال للشكوك والتكهنات.