بين غياب الوعي وغياب الرقابة أبوتشت تدفع الثمن بالأرواح

 

بقلم:الصحفي أحمد عيسي الزوامكي

 

اليوم ليس يوماً عادياً في أبوتشت،
بل يوم جديد يُضاف إلى سجل الحزن والوجع على شريط السكة الحديد.
حادث مأساوي شهدته البلدة صباح اليوم،
حين اصطدم قطار بتروسيكل حاول عبور المزلقان القبلي أثناء إغلاقه،
ما أسفر عن وفاة السائق وإصابة آخرين،
في مشهد مؤلم يتكرر وكأنه أصبح جزءاً من الحياة اليومية.

اللافت أن السيناريو ذاته يتكرر في كل مرة:
تهوّر من بعض الأهالي، وتسيّب إداري من المسؤولين،
وبعد الحادث مباشرة، تُعلن الجهات المعنية عن تشكيل لجان وتحقيقات،
ثم سرعان ما تهدأ الأمور وتُطوى الصفحة،
وكأن “ذاكرة الشعوب ثلاثة أيام” أصبحت منهج عمل رسمي.

قبل فترة، كتبتُ في مقال سابق بعنوان «قطار بلا إنذار»،
محذّراً من غياب الرقابة والإهمال في إدارة المزلقانات،
لكن يبدو أن التحذيرات لا تجد من يسمعها،
وكأن أرواح الناس مجرد أرقام في سجلات تُختم وتنتهي بتوقيع!

ويبقى السؤال الأهم:
أين الرقابة؟ أين الحساب؟
ولماذا لا توجد متابعة حقيقية للمزلقانات التي تحوّلت إلى مصائد موت؟
هل تنتظر الجهات المسؤولة وقوع الكارثة لتتحرك؟

إن أرواح المواطنين ليست أرقاماً في تقارير رسمية،
بل هي بيوت تُغلق، وأحلام تُدفن، وأطفال يفقدون سندهم في لحظة تهور وإهمال.

أبوتشت اليوم تنزف من جديد،
تبكي بدل الدمع دمًّا،
ولا تحتاج إلى بيانات شكلية أو حضور مؤقت لعسكري مرور،
بل إلى إرادة حقيقية تنقذ ما تبقى من الأرواح.

يا مسؤولي أبوتشت وقنا… كفى تسيّبًا وسكوتًا،
ويا أهالي البلد… كفى تهوّرًا واستسهالًا،
فالحياة لا تُختصر في لحظة عبور خاطئة،
والقطار لا يتوقف إذا أخطأ أحد.

اللهم ارحم من رحل، واشفِ المصابين،
واحفظ أبوتشت من جهل البشر وإهمال المسؤولين

 

 

 

للمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط

Related Posts

التنفيذي بالشرقية يستعرض ملفات المحافظة

  كتب : مصطفى حبيشي ترأس المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، اجتماع المجلس التنفيذي للمحافظة لمتابعة مختلف الملفات الحيوية، بحضور نائبي المحافظ، سكرتير عام المحافظة، المستشار العسكري، ووكلاء الإدارات، ورؤساء…

الداخلية تضبط عصابة نصب على خطوط المحمول

  كتب : مصطفى حبيشي أعلنت وزارة الداخلية ضبط واقعة قيام ثلاثة أشخاص بأداء حركات استعراضية باستخدام مركبات “تروسيكل” على طريق القاهرة / الإسماعيلية الصحراوي، ما عرض حياتهم وحياة المواطنين…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *