تامر شعبان نصار: أمين شرطة وقائد بطل… سيرة وتضحية لا تمحى

 

بقلم الأديب الدكتور/ عادل عبدالله علي عبده

مدرس مساعد نظم المعلومات والذكاء الاصطناعي- أمين لجنة التدريب والتثقيف بحملة تحيا مصر لدعم فخامة السيد الرئيس والجيش والشرطة بمحافظة الغربية – وأمين عام الإعلام بمركز طنطا محافظة الغربية عن حزب الجبهة الوطنية.

نتقدم نحن جميعاً عائلة عبده بخالص العزاء وصادق المواساة لأسرة الشهيد البطل وللأخ والصديق العزيز دكتور / أحمد شعبان نصار، ولكل أبناء الوطن في استشهاد أمين الشرطة/ تامر شعبان نصار، قائد فريق الحماية المدنية، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
في سجلات التضحية والفداء، لا يمكن أن يمر اسم الشهيد البطل الكابتن/ تامر شعبان نصار مرور الكرام.
إنه بطل من طراز نادر، جسَّد أسمى معاني الواجب الوطني والإنساني عندما لم يتردد لحظة في إلقاء نفسه في قلب الخطر لإنقاذ أرواح كادت أن تزهق. قصة شهيد المحلة الكبرى، قائد فريق الحماية المدنية بها، وابن قرية دفرة مركز طنطا محافظة الغربية، الذي ارتقى وهو يواجه ألسنة اللهب في حريق مصنع البشبيشي.

عندما يتحول الواجب إلى شهامة
لم يكن القائد / تامر شعبان نصار مجرد رجل إطفاء يؤدي عمله الروتيني بل كان فارساً في ساحة الخطر.
ففي ذلك اليوم المشؤوم الذي تحوَّل فيه مصنع البشبيشي المكون من ستة طوابق في المحلة الكبرى إلى جحيم لم تكن مهمته تتوقف عند إخماد النيران.
لقد أدرك أن هناك أرواحاً محاصرة، وأن الثواني تساوي حياة.

قراره كان حاسماً وشجاعاً:
اقتحام النيران والعبور إلى حيث الموت المحقق، لا سعيًا لشهرة أو مال، بل إخلاصًا لنداء الضمير والواجب المقدس.
لم يفكر في زوجته وأبنائه ولا مستقبله، ففي تلك اللحظة كان الإنسان هو البوصلة.
لم ترهبه شدة الحريق ولا كثافة الدخان، لقد تحول إلى قوة دفع خارقة هدفها الأوحد هو سحب الأبرياء من براثن اللهب.

ضريبة البطولة…

التضحية الكبرى في خضم المعركة الشرسة بينه وبين الحريق، وبينما كان هو وزملاؤه الأبطال يؤدون واجبهم المقدس، حدث ما لم يكن في الحسبان. بينما كانوا يكافحون النيران، وقع انفجار مروع داخل المبنى أدى إلى انهيار المصنع المكوَّن من ستة طوابق بالكامل فوق فريق الحماية المدنية، فكان ذلك هو الفصل الأخير والبطولي.
هذا الانهيار الذي وقع حوالي الثالثة فجرًا لم يُسفر عن استشهاده هو فقط، بل استشهدت معه كوكبة من زملائه الأبطال، وتعرض آخرون لإصابات خطيرة بالغة. وتأكيداً على عظمة التضحية وبشاعة الكارثة، لم يتمكن رفاقه من إخراج جثمانه الطاهر من تحت الأنقاض إلا في السادسة مساءً، ليصبح فارق الساعات شاهداً على عظمة الصمود وكمال الفداء.
لقد دفع الشهيد البطل ضريبة البطولة كاملة، واختار أن يعيش آخرون بينما هو ارتقى ليُسجل اسمه بحروف من نور في سجل شهداء الواجب الوطني.

ذكرى لا تموت :

إن استشهاد البطل الكابتن/ تامر شعبان نصار هو درس في الإيثار، ومثال يُحتذى به في التزام رجال الحماية المدنية بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم.
لقد ترك خلفه ثلاثة أطفال أكبرهم في الصف الثاني الثانوي، يليه طفل في الصف الثالث الإعدادي، وأصغرهم في الصف الرابع الابتدائي، فكل منهم سيحمل وسام شرف والده.
ولتأكيد حجم التضحية والمكانة، فقد كان العزاء شاهداً على تقدير الوطن له، حيث حضره رؤسائه ومدير الأمن ومساعد الوزير، في إشارة واضحة إلى أن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين. يجب أن يظل اسمه محفورًا في ذاكرة الوطن ليس كفقيد فحسب، بل كرمز للفداء. إن الأمة التي تُنجب مثل هؤلاء الأبطال تُدرك قيمة الحياة، وأن الأمن والأمان ثمنهما التضحية. رحم الله شهيد الواجب، وجعل تضحيته نورًا يهدينا إلى أنبل قيم الإنسانية.
دعاء ختامي:
“اللهم ارحم عبدك تامر شعبان نصار، واجعله في صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره وأهلاً خيرًا من أهله، وثبته عند السؤال، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. يا رب العرش العظيم، اجعل ما قدمه فداءً لغيره في ميزان حسناته، واجزه عن كل روح أنقذها خير الجزاء، واجعل الفردوس الأعلى مستقره ومأواه. إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

للمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط

Related Posts

الرئيس السيسي يهنئ منتخب مصر بالتأهل لكأس العالم

  كتب محمد والي هنأ فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي منتخب مصر بالتأهل لنهائيات كأس العالم 2026 وقال الرئيس السيسي في رسالته أتوجه بأصدق التهاني إلى أبطال منتخبنا الوطني لكرة…

تحالف مصري عالمي لتعليم المستقبل

كتب : مصطفى حبيشي فى خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول فى التعليم المصرى نحو المستقبل الرقمى، شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *