كتب سيف أبوالسعود

قبل ساعات من انطلاق عملية العبور في السادس من أكتوبر عام 1973، نفذت قوات الضفادع البشرية المصرية واحدة من أعظم العمليات السرية في التاريخ العسكري، عندما تمكنت من إغلاق ما يُعرف بـ”حائط النابالم الناري” الذي أعدته إسرائيل لإحراق سطح قناة السويس ومنع قوات الجيش المصري من العبور.

وكانت إسرائيل قد أقامت تحت خط بارليف خزانات ضخمة للوقود، يحتوي كل منها على نحو 200 طن من المواد المشتعلة، تتصل بالقناة عبر مواسير معدة لإطلاق سائل النابالم لتحويل سطح القناة إلى كتلة من النار تصل حرارتها إلى نحو 700 درجة مئوية، تستمر من ربع إلى نصف ساعة، بهدف إعاقة أي محاولة لعبور القوات المصرية.

وبحسب ما ورد في شهادات قادة القوات المسلحة، نجحت المخابرات العامة المصرية في الحصول على خرائط دقيقة توضح مواقع هذه المواسير قبل اندلاع الحرب بفترة كافية، ما أتاح للقوات البحرية وضع خطة لإبطال مفعولها.

وتمكن الرائد أحمد مأمون من ابتكار مادة خاصة تتجمد في المياه وتُستخدم لسد فوهات المواسير الموصلة بخزانات الوقود. وفي يوم 5 أكتوبر 1973، أي قبل العبور بيوم واحد فقط، نفذت 36 مجموعة من قوات الضفادع البشرية المصرية عملية دقيقة تحت مياه القناة، تمكنت خلالها من سد جميع الفتحات بالكامل دون أن يتم اكتشافها من قبل العدو.

وفي السادس من أكتوبر، ومع بدء عملية العبور، فشلت إسرائيل في إشعال سطح القناة كما خططت، إذ لم يشتعل شبر واحد من المياه، لتبدأ قواتنا المسلحة في تنفيذ واحدة من أعظم عملياتها بنجاح كامل.

وتُعد هذه العملية من أبرز البطولات التي ساهمت في تحقيق نصر أكتوبر المجيد، ويُذكر أن من بين أبطالها البطل علي أبو الحسن، أحد أفراد المجموعة (39 قتال) التي شاركت في تنفيذ المهمة.

وأكدت هذه العملية العبقرية أن الجيش المصري لا يعرف المستحيل، وأن أبناءه قدموا أروع أمثلة التضحية والفداء من أجل أن تبقى راية مصر خفاقة فوق أرضها المباركة.

 

للمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط