
الصحفي د. محمد الطربيلي يكتب:
في بعض المصالح، بيظهر كائن غريب اسمه “المندوب”…
جاي من جهة تانية، المفروض يساعد ويكمّل الشغل،
لكن أول ما يدخل المكان، بتحس إنه جاي يستلم المصلحة مش يزورْها!
يمشي في الطرقات بنغمة “أنا فوق الكل”،
ويتعامل كأن الموظفين تحت إدارته،
مع إن المفروض هو مجرد ضيف مكلف بمهمة محددة.
تسأله عن حاجة بسيطة، يرد بثقة مصطنعة:
> “احنا جهة سيادية يا فندم.”
وكأن الجملة دي مفتاح السماحات المفتوحة والتجاوزات المحمية!
الناس اللي شغالة في المكان فعلاً بتشتغل وتسكت،
تحترم الشغل والناس، وتسيّر المصلحة بضمير،
لكن المندوب ساعات بيحول وجوده لحالة طوارئ،
يقرر، ويمنع، ويوجه، وكأنه المالك الرسمي!
اللي بيوجع بقى، إن بعض المندوبين دول
مش جايين يقدموا خدمة… دول جايين يقدموا عُقد نفسية.
كل واحد فيهم شايف نفسه الأعلى، والأوعى،
وبيتعامل مع الباقي بنظرة “أنا فوقك”،
وده أخطر مرض إداري ممكن يصيب أي مؤسسة.
الحل مش في المنشورات والتعليمات،
الحل في كشف نفسي وسلوكي عاجل لكل مندوب فاكر نفسه صاحب المكان.
نشوف درجة احترامه للناس، ونسبة الأنا عنده في التحاليل،
لأن في بعض الحالات النتيجة هتكون صادمة جدًا!
المندوب اللي جاي يساعد الناس ويكمّل شغلهم، على راسنا من فوق،
أما اللي جاي يفرض وجوده ويعطّل المصلحة،
فده محتاج علاج… مش تكليف جديد.
وفي النهاية نقولها بصوت واحد:
> “المصلحة مش عزبة، ولا الكرسي توريث…
المندوب جاي يخدم، مش يتأله!”
وعلشان كده… لازم المندوب يعرف إن الهيبة الحقيقية مش في التوقيع والختم،
لكن في خدمة الناس بضمير واحترام.