
كتب: سليم محمد
“مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ”
صدق الله العظيم
يظل اسم البطل محمد أفندي العباسي محفورًا في ذاكرة الوطن، كأحد رموز العزة والكرامة، وأول من رفع العلم المصري فوق تراب سيناء بعد عبور خط بارليف في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، ليخلّد اسمه بين أبطال مصر الذين كتبوا بدمائهم صفحات المجد.
وُلد البطل محمد العباسي عام 1947 بمدينة القرين بمحافظة الشرقية، تلك المدينة التي لطالما أنجبت رجالًا على قدر المسؤولية. التحق بكتاب القرية صغيرًا، وتدرّج في تعليمه حتى حصل على الشهادة الإعدادية، ثم انضم إلى صفوف القوات المسلحة، ليكون أحد الجنود الأبطال الذين شاركوا في حرب الاستنزاف ثم في حرب أكتوبر الخالدة.
وفي يوم السادس من أكتوبر عام 1973، سجّل محمد أفندي اسمه بحروف من ذهب عندما رفع علم مصر على أول نقطة محررة في سيناء، ليعلن أمام العالم أن لمصر رجالًا لا يعرفون الخوف، وأن راية الوطن لا تنكسر مهما طال الليل.
رحل البطل محمد العباسي عن عالمنا في يوليو عام 2019 عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد أن ترك لأبنائه وأحفاده إرثًا خالدًا من الفخر والعزة والوطنية الصادقة.
رحم الله هذا الرجل الذي عاش بطلًا ومات شامخًا، سيظل اسم ابن القرين البار مضيئًا في سجل الأبطال الذين صانوا تراب هذا الوطن.
وستبقى مدينة القرين وأهلها يفتخرون به جيلاً بعد جيل. 🇪🇬