الطفل الذي هزم إسرائيل بالبيض.. أصغر جاسوس في تاريخ المخابرات المصرية! 🇪🇬

 

كتب : مصطفى حبيشي

في واحدة من أكثر القصص إثارة وغرابة في تاريخ المخابرات المصرية، تبرز حكاية الطفل السيناوي صالح عطية، الذي دوّخ إسرائيل وجعلها هدفًا سهلًا لضربات الجيش المصري، رغم أنه لم يتجاوز العاشرة من عمره وقتها.
🔹 البداية من بيت بسيط في سيناء
ولد صالح عطية في بيت متواضع بقرية صغيرة قرب بئر مياه في سيناء، حيث كان يعيش مع والده الشيخ عطية ووالدته مبروكة علم الدين. بعد نكسة يونيو 1967، سعت المخابرات المصرية لتجنيد الشيخ عطية لجمع معلومات عن المعسكرات الإسرائيلية المنتشرة في سيناء، إلا أن الرائد كيلاني، الضابط المكلف بالمهمة، لفت انتباهه الطفل الصغير بنشاطه وذكائه، فقرّر تجنيده بدلًا من أبيه.
🔹 من راعي غنم إلى عميل داخل المعسكرات الإسرائيلية
بدأ الرائد كيلاني بتدريب الطفل على أساليب المراقبة وجمع المعلومات دون إثارة الشكوك. وبعد فترة قصيرة، تم زرع صالح داخل المعسكرات الإسرائيلية عام 1969 متخفّيًا في شخصية بائع بيض يتردد على الجنود.
كان صالح يبيع البيض وهو في الحقيقة يراقب أماكن الجنود، وعدد المعدات، ومخازن السلاح، ومولدات الكهرباء، وخزانات المياه، بل وتمكّن من رسم خرائط دقيقة للمعسكرات ومناطق الألغام.
🔹 زراعة أجهزة تجسس داخل غرف القيادة
بذكائه الفطري وشجاعته الفريدة، نجح صالح في زرع 55 جهاز تنصت داخل غرف القيادة الإسرائيلية في سيناء. وبفضل تلك الأجهزة، استطاعت المخابرات المصرية متابعة كل ما يدور داخل وحدات القيادة، وهو ما ساعد الجيش المصري لاحقًا في تدمير المعسكرات بالكامل خلال حرب أكتوبر 1973.
🔹 التكريم والتحول إلى ضابط مخابرات
قبل اندلاع الحرب بشهر، تم نقل صالح ووالديه إلى القاهرة لحمايتهم من أي خطر، وبعد النصر تم تكريمه من الرئيس أنور السادات تقديرًا لدوره البطولي. أكمل البطل الصغير تعليمه حتى التحق بالكلية الحربية وتخرج عام 1977 ضابطًا في جهاز المخابرات العامة المصرية، ليجلس على نفس المكتب الذي عمل عليه ضابطه الأول الرائد كيلاني.
🔹 نهاية غامضة لبطل منسي
رغم كل ما قدّمه لوطنه، انتهت حياة البطل صالح عطية بشكل غامض عام 1999، حين تم اغتياله في ظروف لم تُكشف حتى اليوم، عن عمر 46 عامًا.
ورغم رحيله، تبقى قصته شاهدًا على أن الوطنية لا تحتاج عمرًا كبيرًا، بل قلبًا مخلصًا لا يعرف الخوف.
🕊 رحم الله البطل صالح عطية.. ابن سيناء الذي قهر إسرائيل بالذكاء والبيض.

 

للمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط

Related Posts

القاضي.. ابتسامة النصر التي خلدها التاريخ في حرب أكتوبر

كتب سيف أبوالسعود   يظل اسم البطل عبدالرحمن أحمد عبداللاه القاضي، ابن مدينة المراغة بمحافظة سوهاج، حاضرًا في ذاكرة المصريين والعالم أجمع، باعتباره صاحب أشهر صورة في حرب أكتوبر المجيدة،…

📰 رجل الأعمال أحمد بغدادي هجرسي مرشح حزب صوت الشعب لمجلس النواب عن دائرة أبو حماد والقرين

كتب سليم محمد سليم في خطوة جديدة تؤكد حضور حزب صوت الشعب على الساحة السياسية بمحافظة الشرقية، أعلن الحزب رسميًا ترشيح رجل الأعمال أحمد بغدادي هجرسي، الأمين العام المساعد للحزب…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *