أسرار و معجزات النصر

للكاتب / مؤمن أيمن إمبابي

حرب أكتوبر 73 . حرب لها أسرار ملهاش نهاية والحرب التي صنفت ضمن المعجزات العسكرية ليست بسبب النصر إنما بسبب عبقرية التخطيط والتنفيذ والخداع مع عامل الوقت جعلها معجزة بتدرس في جميع الكليات والدراسات العسكرية حول العالم .
سنسرد القليل من هذه الأسرار التي لا يعملها الكل.

فمنها سر خدعة اللغة
كان الرئيس الراحل أنور السادات
يخشى أن يتصنت أجهزة المخابرات الإسرائيلية
لمعرفة خطط الحرب. وقد تم فك معظم الشفرات الكلامية للجيش
فقد ظهر أحد الجنود أسمر اللون من النوبة
وهو الجندي أحمد إدريس
الذي روى في عدة لقاءات تليفزيونية إنه كان يعلم هذا الأمر فإقترح على قادته
أن يستخدموا اللهجة النوبية ؛
كشفرة للحرب لأنها لهجة فريدة من نوعها لأنها تقتصر فقط على أهل النوبة بمصر ليس غيرها
ولا يفهمها الكثير من المصريين أنفسهم فمن المستحيل أن يفهمها الإسرائيليين وصعب تترجم لأنها لكنة إقليمية ليست لهجة قومية ولأنها تنطق ولا تكتب وهذا هو الأهم
فأقترح أحد القادة هذه الفكرة على رئيس الأركان حرب الذي عرضها على الرئيس السادات
ونالت الفكرة إعجابها وتم اعتمادها ونجحت نجاح منقطع النظير وكانت من أسباب الفوز وحمت العسكرية المصرية من تسرب أي معلومات.

البيجامات الكستور ؛
الجيش المصري أعاد أسرى الحرب من الجيش الإسرائيلي إلى تل أبيب بعد هزيمتهم
مرتديين البيچامات الكستور
وهو زي بيتي منتشر بمصر ولكن بعد الهزيمة له معنى مهين ؛ بسبب أن في الريف المصري
كان يرتديه الطفل بعد أن تتم مطاهرته
وتغنى له اغنية من الفلكلور الشعبي المصري ولكن هذه عادة من عادات الريف المصري تستخدم للطفل فقط تم مطاهرته احتفالا بذلك
ولأن الرئيس السادات من أصول فلاحية
قرر استخدامها مع الأسرى الإسرائيليين ولكن كنوع من الإهانة و الذل وتعبير مجازي عن ضياع الشرف لديهم. جعل الحرب من إنها هزيمة عسكرية لهم إلى إهانة لن ينسوها أبدا

الطائرة الأسطورية ( الميج – 25 )
أو ( الثعلب الطائر)
هي طائرة سرعتها تجاوزت 3 ماخ
وهي اسرع من سرعة الصوت بثلاثة أضعاف
ولها قدرة على التحليق بإرتفاع 25 كم
وهي ظهرت بسماء مصر قبل الحرب ولكن
بصورة سوفيتية . حيث رفض الاتحاد السوفيتي تسليمها لمصر لكي لاتتسرب لنا معلومات وأسرار تقنية عنها
فهي كانت مهمتها الاستطلاع السريع فوق مواقع العدو لأن نظراً لإمكانياتها لم تستطع أي قوات جوية مجاراتها
ولكن حرمت مصر من استخدامها بشكل مستقل وتسليمها ولكن وجودها كان له دلالة على القوة والردع بثت بهم الرعب وكانت رسالة قوية على الردع.

(العبوات الحامية)

في صباح يوم 6 أكتوبرالموافق 10 رمضان عناصر الموجة الأولى للعبور تسلمت عبوات تشبه سبراي المبيد الحشري. الجنود قاموا برش العبوة على أجسامهم و ملابسهم لحمايتهم من الإحتراق بفعل مواسير اللهب الممتدة على طول القناة و التي كان يُخشى أن تحيل صفحة القناة إلى محرقة تكون بمثابة ضربة مزعجة (و ربما قاصمة) لقوات العبور.
و تم إكتشاف هذه العبوات في أمريكا لأول و كان تفسيرهم
أن النابالم هيدركربون لزج يمكن إستخدام كيماويات لمنع إشتعاله و الحد من قدرته على الحرق. الأمريكان إستخدموه في حرب كوريا و على نطاق واسع في حرب فيتنام و التي تمت أثناءها تجربة هذه العبوات بقدر من النجاح .
وهذه العبوات تحسباً لعدم نجاح
وحدات الصاعقة التي تسللت لشرق القناة في منتصف ليلة 5 – 6 لإبطال مفعول خزانات اللهب . و أفراد الوحدات دي كانت قد صدرت لهم أوامر بإلتزام صمت لاسلكي كامل خشية إكتشاف مواقعها. و بالتالي فإن الموجة الأولى من العبور المكونة من 8000 جندي إقتحمت قناة السويس دون أن تعلم بنجاح وحدات الصاعقة في إبطال فعالية مواسير اللهب.
الملفت أن إسرائيل علمت ربما من جواسيس لها في مناطق تمركز قوات العبور أنه تم توزيع هذه العبوات على الكوماندوز المصريين. و كانت هذه هي أحد الأدلة التي كانت تتواتر على مقر قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي صباح يوم 6 أكتوبر أن الجيش المصري على وشك الهجوم عبر قناة السويس .

(قوة خط برليف الحقيقية)

بسبب قوة الجيش المصري الذي جعل عبور خط برليف أمرا سهلاً ظن الجميع إنه كان خط ضعيف جداً وحاول الكثير التقليل من إنجاز العبور. لكن في الحقيقة أن خط برليف
كان أقوى خط حصين في العالم
تم صنعه بعد الحرب العالمية الثانية
وطوله أكثر من مائة وسبعون كيلو
على الضفة الشرقية من قناة السويس
وإرتفاعه أكثر من ثلاثون متر
وأمامه حقول ألغام بعمق كيلو
ويحتوى على واحد وثلاثون نقطة حصينة
وهي عبارة عن ملاجئ خراسانية لتحمل القصف بالإضافة إلى أن به أنفاق ومواقع نيران وانابيب نابلم بكل إتجاه غير أن به دبابات ومدرعات تحتوي على أكثر من مائة جندي بكل نقطة
برغم كل ذلك ظهرت العبقرية المصرية
من خلال فكرة اللواء باقي زكي يوسف
باستخدام مضخات المياه لصنفع فتحات وشقوق بالساتر الترابي وبنفس التوقيت
قبلها لكي تسهل العملية بدأ بالتميد من خلال إطلاق مدافع صاروخية ساعة كاملة
بالإضافة إلى أن أبطال الجيش المصري بنفس التوقيت قاموا بعمل انجازي وهو سد فتحات النابلم . وبعد ذلك تم عمل إثنان وعشرون نقطة عبور بطول الجبهة تحت حماية الطيران المصري ؛ وكانت إسرائيل على اعتقاد أن عبور فرقة مصرية واحدة يحتاج لأكثر من ثمانية وأربعين ساعة إلا أن حدثت المعجزة في عبور ثلاثين ألف جندي مصري في غضون ثلاثة ساعات ونصف وبعد ستة ساعات فقط حدث إنهيار كامل لخط برليف ثم بعد ثمانية عشر ساعة تم تواجد مائة ألف جندي وألف دبابة على الضفة الشرقية .
لذلك فعبور خط برليف هو معجزة عسكرية فكرية وتنفيذية لاشك في ذلك ولا يجب أن يشكك في ذلك أحد.

الكتيبة – 418
الكتيبة العائدة من الموت
قرر الرائد أيمن سيد حب الدين
قائد الكتيبة 418 توجه كتيبته إلى منطقة رجب عباس ببور سعيد لمحاربة القوات الإسرائيلية بها وبالفعل تم القتال بشجاعة وبسالة خاصة لانه كان هجوم مفاجئ
فقام الطيران الإسرائيلي بتدمير هذه الكتيبة وتم استنفاذ 5 قذائف مصرية من أصل 6
واعتقدوا الإسرائيليين إنهم قضوا على الكتيبة 418 إلى أن تفاجئ الإسرائيليين بأن المصريين مازال لديهم قذيفة حاربوا بها لمدة ثمانية عشر ساعة وانتصروا
لذلك لقبوا بالكتيبة العائدة من الموت.

وهذه كانت أقل أسرار النصر العظيم أحد أعظم المعارك العسكرية بالتاريخ
والتي تدرس خطتها حول العالم ليعلم الجميع من هو الجيش المصري ومن هم المصريين.

 

للمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط

Related Posts

القاضي.. ابتسامة النصر التي خلدها التاريخ في حرب أكتوبر

كتب سيف أبوالسعود   يظل اسم البطل عبدالرحمن أحمد عبداللاه القاضي، ابن مدينة المراغة بمحافظة سوهاج، حاضرًا في ذاكرة المصريين والعالم أجمع، باعتباره صاحب أشهر صورة في حرب أكتوبر المجيدة،…

📰 رجل الأعمال أحمد بغدادي هجرسي مرشح حزب صوت الشعب لمجلس النواب عن دائرة أبو حماد والقرين

كتب سليم محمد سليم في خطوة جديدة تؤكد حضور حزب صوت الشعب على الساحة السياسية بمحافظة الشرقية، أعلن الحزب رسميًا ترشيح رجل الأعمال أحمد بغدادي هجرسي، الأمين العام المساعد للحزب…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *