
كتب : مصطفى حبيشي
تواصل الدولة المصرية تنفيذ واحد من أضخم مشروعات النقل في تاريخها الحديث، وهو مشروع القطار الكهربائي السريع الذي يُعد نقلة نوعية في بنية النقل والمواصلات، ورافدًا قويًا للتنمية الصناعية والتجارية والزراعية والسياحية في مختلف أنحاء الجمهورية.
👷♂️ شبكة تنمية لا مجرد وسيلة نقل
القطار الكهربائي السريع لا يهدف فقط إلى تقليل زمن الرحلات بين المحافظات، بل يسهم في إعادة توزيع السكان وخلق محاور تنموية جديدة بعيدًا عن الوادي والدلتا، من خلال الربط بين المدن القائمة والمدن الجديدة في دلتا مصر وصعيدها وساحلها الشمالي.
المشروع يُعد أحد الأعمدة الرئيسية في خطة الدولة لتعمير الصحراء، وتشجيع المواطنين على الانتقال للمدن الجديدة التي توفر فرص عمل واستثمارات ضخمة.
🚄 الخط الأول.. نسب تنفيذ قياسية
يُجرى العمل حاليًا في الخط الأول من المشروع، الذي يمتد من العين السخنة حتى العلمين مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة والإسكندرية، بإجمالي طول يبلغ نحو 660 كم، حيث بلغت نسبة التنفيذ حتى الآن نحو 67%، وهو إنجاز غير مسبوق بهذا الحجم في فترة زمنية قصيرة.
هذا الخط سيختصر زمن الرحلة بين القاهرة والعلمين إلى أقل من ساعتين، ما يفتح آفاقًا جديدة للسياحة والاستثمار الصناعي والتجاري في الساحل الشمالي والعاصمة الجديدة.
🛤️ الخط الثاني يخدم 15 مدينة جديدة
الخط الثاني من القطار السريع يخدم 15 مدينة جديدة في محافظات الصعيد، ويربط 6 أكتوبر – الأقصر – أسوان، مما يسهم في تحفيز التنمية في صعيد مصر ورفع كفاءة نقل البضائع والركاب، مع توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
🏭 تنمية الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة
من المنتظر أن يُحدث المشروع طفرة في حركة نقل البضائع بين الموانئ والمدن الصناعية، خاصة مع ربطه بمينائي الإسكندرية والعين السخنة، مما يدعم قطاعي الصناعة والتجارة الخارجية.
كما سيُسهم في تنشيط الزراعة والسياحة الداخلية من خلال تسهيل الوصول إلى مناطق الإنتاج والمقاصد السياحية التاريخية والبيئية، وهو ما يعزز فرص النمو الاقتصادي المتوازن في كل أقاليم مصر.
🌍 رؤية متكاملة لمستقبل النقل
شبكة القطار الكهربائي السريع جزء من رؤية الدولة للتحول نحو النقل الأخضر المستدام، حيث تعتمد القطارات على الطاقة الكهربائية النظيفة وتعمل بسرعات تصل إلى 250 كم/س، بما يقلل الانبعاثات الكربونية ويحافظ على البيئة.
📌 خلاصة القول:
القطار الكهربائي السريع ليس مجرد مشروع نقل، بل مشروع حضاري وتنموي يعيد تشكيل خريطة مصر، ويمهد لمرحلة جديدة من التنمية العمرانية والاقتصادية، ليكون بحق شريان المستقبل الذي يربط المصريين بالتنمية في كل اتجاه.