: المنصورة بلا هواء

 

 

 

كتب د. محمد الطربيلي

 

المنصورة اليوم تختنق فعليا، فالشوارع تحولت إلى طوابير انتظار ممتدة والزحام صار المشهد اليومي المعتاد، بينما المسؤولون المحليون يغضون الطرف وكأن الأمر لا يعنيهم، المواطن يقضي ساعات في شارع جيهان والجمهورية والجامعة بين فوضى ميكروباصات وتكاتك وعربات خاصة تتصارع بلا تنظيم، والنتيجة إهدار وقت وأعصاب وطاقات بلا حساب، هذه ليست أزمة مرور عابرة بل صورة صادمة لمدينة تُدار بعشوائية تامة، كل مشروع جديد يُعلن عنه سرعان ما يثبت أنه مجرد مسكن مؤقت لأنه يأتي بلا دراسة متكاملة أو خطة واضحة، كوبري جديد يتحول إلى عنق زجاجة، توسعة شارع تنقل الأزمة إلى شارع آخر، وهكذا تبقى المنصورة أسيرة لفكر محدود عاجز عن إدارة مدينة بحجمها، الحقيقة أن المنصورة أكبر من قدرة هؤلاء المسؤولين على الفهم والإدارة، فهي مدينة جامعية وطبية وتجارية تستقبل عشرات الآلاف يوميا من القرى والمراكز المجاورة، ومع ذلك لا تملك منظومة نقل جماعي حضارية ولا خطة شاملة لتوزيع المداخل والمخارج وربطها بالطرق الإقليمية، المواطن اليوم يختنق في شوارع مدينته بينما القيادات تجلس في مكاتبها المكيفة لتوزع التصريحات البراقة وتلتقط الصور التذكارية، المنصورة تحتاج إلى قيادة ميدانية تواجه الواقع بشجاعة، وتضع حلولا جذرية تعيد للمدينة أنفاسها وللمواطن حقه في التنقل بكرامة، أما استمرار الحال بهذا الشكل فهو جريمة صريحة في حق مدينة عريقة تستحق أن تعيش لا أن تختنق.

 

 

للمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك  عبر هذا الرابط

Related Posts

الشهيد / أحمد منصور أبوالعنين — بطل الدفرسوار وابن مدينة القرين

  كتب: سليم محمد “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” صدق الله العظيم يُعد الشهيد أحمد منصور أبوالعنين أحد أبناء مدينة القرين بمحافظة…

روح أكتوبر بين الماضي والحاضر

باهي عمران يكتب: فى حرب اكتوبر تخطت القوات المسلحة محنة الأمة المصرية بمؤازرة الشعب وعبرنا إلى النصر في 6سنوات فقط رغم المؤامرة الدولية وهي عدم التسليح وضعف الامكانيات  تتجسد روح…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *