
✍️ بقلم: محمود سعيد برغش
تعيش الساحة المصرية على وقع جدل واسع بعد التجاوزات اللفظية المنسوبة إلى الممثلة بدرية طلبة، والتي اعتبرها كثيرون إساءة مباشرة للشعب المصري. وما أثار الغضب أكثر هو الموقف الصادر عن نقابة المهن التمثيلية، الذي بدا وكأنه مجرد محاولة لامتصاص الأزمة بقرارات شكلية لا ترتقي لمستوى المسؤولية.
نقابات لا تُحصّن أحدًا
النقابات المهنية وُجدت لتنظيم شؤون أعضائها، لكنها لا تملك أن تضع أحدًا فوق القانون. فالقانون لا يعرف استثناءات، ولا يقبل بقرارات هزلية تتعارض مع مبدأ المساواة أمام العدالة. وكل محاولة للاحتماء خلف النقابة إنما هي استخفاف بوعي الشعب وعدالته.
الشعب هو الرقيب
المصريون بطبيعتهم لا يقبلون الغرور ولا التكبر. إنهم يعرفون أن القضاء هو حصن العدالة، وأن الشعب نفسه هو “النائب العام الحقيقي” الذي لا يتساهل مع من يتطاول على قيمه أو يمس كرامته.
رسالة واضحة: المحاسبة واجبة
إن التغاضي عن مثل هذه التصرفات يفتح الباب لمزيد من الاستهانة بوعي المصريين. ومن هنا، فإن المطلب الشعبي واضح وصريح: محاكمة بدرية طلبة قانونيًا، حتى يترسخ المبدأ بأن مصر فوق أي فرد أو نقابة، وأن الكرامة الوطنية ليست مجالًا للتفاوض أو المساومة.
من يستحق التكريم؟
ولعل كلمات النجم العالمي عمر الشريف تلخص الحقيقة: “الممثلون مجرد وسيلة للتسلية، أما من يستحق التكريم فهم العلماء والمهندسون والأطباء.”
فمصر التي أنجبت العلماء والمفكرين الذين غيّروا وجه الإنسانية، لن ترضى أن تُهان مكانتها أو يُستهزأ بشعبها تحت مظلة الفن أو الشهرة الزائفة.
كلمة أخيرة
إن مصر أكبر من أي اسم وأعظم من أي نقابة.
الشعب هو السيد، والقانون هو الحَكَم، والكرامة خط أحمر لا يمكن تجاوزه.