للكاتب مؤمن أيمن إمبابي .

 

المصري بطبعه متمرد لو شعر أن هناك قوة غريبة تحكمه .

وغريبة هنا تعني أي قوة أجنبية من جنس مختلف ومن بيئة جغرافية بعيدة عنه خاصة لو كانت غير شرقية ؛ 

منذ الهكسوس إلى الاحتلال البريطاني ؛ 

ويظهر هذا التمرد في أبطال معينين كانت تقود الثورات ضد المحتلين سواء كان شخصية مهمة قومياً أو محلياً ؛ 

مثل : الملك سقنن رع والملك أحمس وحربهما أمام الهكسوس . 

وقلت هذه الثورات بعد الفتح الإسلامي من القبائل العربية بقيادة

 سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه.

نظراً لأن الإسلام دين تسامح وكان له هدف واضح وكان فتح وليس غزو بل كانوا يقيموا حضارة وينتموا للجزيرة العربية وهي بيئة جغرافية شرقية مثلهم فلم يكونوا أجانب في نظر المصريين وبهم روح التمرد ضد المحتلين وظهر ذلك في حربهم ضد الروم وتخليص المصريين من حكم الروم وبقايا الفرس 

بقيادة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه 

 

إلى أن جاء حكم المماليك وكانت الثورات داخلية ليست قومية نظراً لظلم بعض حكام المماليك وكان المصريين ينظروا لهم نظرة العبيد ومن أجناس مختلفة بسبب دخولهم مصر كعبيد لملوك الدولة الأيوبية قبل حكمهم .

لأن الأيوبيون كانت لهم مكانة كبيرة بسبب صلاح الدين الايوبي وانتصاره المعروف على الصليبيين بالرغم من أن المماليك كانت لهم انتصارات عظيمة أمام التتار بقيادة 

الظاهر بيبرس وسيف الدين قطز ؛

لذلك الثورات ضد المماليك تقتصر على ثورات مناطق وطوائف وقبائل معينة مثل (الهوارة والعبابدة وبني محارب) ؛ قبائل بني سليم مثل ( لبيد وعزالة و أولاد علي) ؛

ومن أشهر هذه الثورات صراع شيخ العرب همام ملك الصعيد أمام علي بك الكبير وذاد التمرد عند العلم أنه قرر الإنفصال عن الخلافة العثمانية . 

وكانت ثوارتهم بسبب حكمهم القائم على العنصرية والطبقية ونظرة الشعب لهم كعبيد .

حيث كانت هذه القبائل بل الشعب بأجمعه يحترم الدولة العثمانية فقط نظراً لمكانتها الدينية وأنهم قريبين نسبياً من المنطقة الجغرافية لمصر وهي تركيا ودولة إسلامية .

 

وكانت أشد ثورات تمرد المصريين ضد الاحتلال الأجنبي أمام الاحتلال الفرنسي الذي ظل من 1798 إلى 1801 م 

فكان للمصريين معارك قوية مثل معركة أبو قير ومعركة إمبابة ومعركة جهينة ومعركة بني عدي 

وظهر زعماء لهذه المقاومة مثل 

عمر مكرم نقيب الأشراف 

الشيخ عبدالله الشرقاوي 

السيد محمد كريم 

شيخ العرب حسن طوبار

سليمان الحلبي 

وغيرهم 

ثم كان التمرد الثورات أمام الإحتلال البريطاني 

الذي ظل أكثر من 80 عام دون تؤثر من المصريين بالثقافة الإنجليزية وكان هذا هو الغريب وكان دليل على مبدأ المصريين وظهر من هذا التمرد والثورات عدد من الرموز 

 الزعيم.أحمد عرابي باشا :

(من قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية)

  سعد باشا زغلول :

( من قرية ابيانة التابعة حالياً لمركز مطوبس بكفر الشيخ)

مصطفى باشا كامل :

(من قرية كتامة الغابة مركز بسيون بالغربية)

عبدالرحمن باشا عزام :

( من قرية قرية الشوبك الغربي التابعة لمركز العياط سابقاً و حالياً لمركز البدرشين بالجيزة)

حمد باشا الباسل :

(من قرية قصر الباسل التابع لمركز اطسا بالفيوم) 

وغيرهم من المناضلين

 إلى أن وصلنا إلى الزعيم جمال عبدالناصر ورفاقه من الضباط الأحرار في ثورة 1952 

وتحرر مصر من الإنجليز وتحولها من ملكية إلى جمهورية . 

ثم أصبح بعد ذلك الإحتلال إحتلال فكري ثقافي وهذا أقوى أنواع الإحتلال جعلت هذه الأجيال أقل قوة وصلابة وإرادة ووعي ويصعب مقاومته وهذا هو هدف المعتدين لضعف القوة المصرية المعروفة منذ آلاف

السنين .

وهو استهداف لمصر والوطن العربي.

 

 

للمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك  عبر هذا الرابط