
كتبت : إيمان حاكمهم
تحوّلت محافظة أسوان منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان إلى محطة أولى لآلاف الفارين من جحيم القتال، هربًا من الموت والدمار، بحثًا عن الأمان. لا يستطيع أحد أن يُنكر أن مصر، بحكم الجغرافيا والتاريخ، كانت دومًا الحضن الذي يلجأ إليه الأشقاء في أوقات المحن. لكن مع تزايد أعداد اللاجئين السودانيين والمهاجرين غير النظاميين، باتت الأزمة الإنسانية تفرض أعباء متزايدة على المجتمعات المحلية، خاصة في جنوب البلاد.
ففي أسوان، التي طالما عُرفت بحُسن ضيافة أهلها وكرمهم، بدأت تظهر مشكلات يومية على أرض الواقع لا يمكن تجاهلها. شوارع وسط المدينة وبعض المناطق الحيوية أصبحت تعاني من تكدس غير مسبوق، وظهرت أنماط سلوكية دخيلة تُثير الجدل بين سكان المحافظة.
تُسجَّل حالات تحرش وسرقة واعتداءات فردية من بعض الشباب غير المنضبطين من المهاجرين، ما خلق حالة من التوتر الاجتماعي، وأثار تساؤلات حول من يتحمل مسؤولية ضبط هذه الفوضى. كما تعاني البنية التحتية، الضعيفة أصلًا، من ضغطٍ هائل بسبب الأعداد المتزايدة، سواء في المدارس أو المستشفيات