
كتب: أسامه الكومه – الدستور 24 – سوريا
في ظل اشتعال الغابات في الساحل السوري، وما ينجم عنها من مآسٍ بيئية وإنسانية متفاقمة، أطلقت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين، عبر مفوضها السامي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور ماجد الركبي، حملة إنسانية عاجلة تحت عنوان “نَفَس – حقك بالحياة”.
تأتي هذه الحملة في وقت حرج، إذ باتت النيران تهدد مباشرةً حياة المدنيين، وتفاقم من معاناة آلاف العائلات التي وجدت نفسها بين شبح الاختناق والدخان من جهة، وفقدان المأوى والأمان من جهة أخرى.
تهدف حملة “نَفَس” إلى توفير استجابة إنسانية متكاملة وسريعة، تتضمن عدة محاور، أبرزها:
1- دعم فرق الإطفاء والإنقاذ بالمعدات اللازمة والكوادر التطوعية، في ظل الاستنزاف الكبير الذي تواجهه هذه الفرق نتيجة تكرار الحرائق وشدتها.
2 – مساندة العائلات المتضررة والنازحة، من خلال توفير المأوى المؤقت والدعم النفسي والاجتماعي.
3- توزيع الاحتياجات الإنسانية العاجلة، كالخيام والمواد الغذائية والدواء وأسطوانات الأوكسجين، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا من التلوث الهوائي الناتج عن الدخان الكثيف.
4- تنفيذ حملات توعية وقائية في المناطق القريبة من مواقع الخطر، تشمل كيفية التصرف في حالات الاختناق، والإخلاء الآمن، والتعامل مع الحرائق.
5 – تكريم الأفراد والجهات التي ساهمت بفعالية في التصدي للنيران وإنقاذ الأرواح.
أعلنت المنظمة أنها وجّهت فرقها المنتسبة داخل سوريا للاستعداد الكامل والميداني، وفتحت باب التطوع ضمن خطة منسقة سيتم الإعلان عن تفاصيلها قريبًا.
الدعوة موجّهة لكل من يملك القدرة والرغبة في المشاركة بجهود الإغاثة، في لحظة يُختبر فيها الحس الإنساني والمجتمعي.
ويؤكد الدكتور الركبي أن الحملة لا تتوقف عند الدعم اللوجستي فقط، بل تهدف لإيصال رسالة أوسع: “كل نَفَس نحافظ عليه هو خطوة نحو الحياة”، في إشارة إلى حق كل إنسان في بيئة آمنة ونظيفة تضمن له البقاء والكرامة.
تعيش مناطق الساحل السوري، منذ أيام، على وقع موجة حرائق ضخمة التهمت مساحات واسعة من الأحراج والقرى، وسط ظروف مناخية قاسية، وقلة في الإمكانات التقنية والبشرية. وتُعتبر هذه الحرائق من بين الأسوأ خلال السنوات الأخيرة، حيث أُجليت آلاف العائلات، وجرى تسجيل إصابات عديدة جراء الاختناق والحروق.
في مواجهة هذا المشهد، تأتي حملة “نَفَس” كمحاولة لإعادة الأمل، وتفعيل التضامن الإنساني محليًا ودوليًا، في زمن باتت فيه الكوارث الطبيعية اختبارًا حقيقيًا لمدى استجابة الضمير الإنساني.
للتطوع أو الدعم، تُهيب المنظمة بالراغبين بالتواصل عبر قنواتها الرسمية، والتي ستُنشر تباعًا على وسائل الإعلام ومنصات التواصل.
لأن الحق في الحياة ليس خيارًا… بل هو أساس كل شيء.