
كتب :أسامة الكومة – الدستور 24
شهدت السوق السورية المحلية اليوم انخفاضاً جديداً في أسعار الذهب، ليخسر المعدن الأصفر 10 آلاف ليرة سورية من قيمته خلال 24 ساعة فقط، في انعكاس واضح لتقلبات سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، وتراجع الطلب المحلي، وتذبذب الأسواق العالمية.
ووفقاً لنشرة أسعار الذهب اليومية التي تصدرها نقابة الصاغة السورية عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، تم تحديد سعر غرام الذهب من عيار 21 قيراطاً بـ920 ألف ليرة سورية للمبيع، و900 ألف ليرة للشراء، بعد أن كان قد بلغ يوم أمس 930 ألف ليرة.
كما بلغ سعر غرام الذهب عيار 18 قيراطاً 790 ألف ليرة للمبيع و770 ألفاً للشراء، في تراجع وصفه مراقبون بأنه استجابة لتراجع الطلب المحلي وزيادة حالة الركود التي تضرب الأسواق.
وفي خطوة لفرض مزيد من الانضباط في السوق، شددت نقابة الصاغة على ضرورة الالتزام بالتسعيرة الرسمية، مؤكدة على أصحاب المحال ضرورة عرض الأسعار بشكل واضح وبارز أمام الزبائن، بهدف منع التلاعب والاحتكار في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
يأتي هذا الانخفاض في أسعار الذهب وسط ظروف اقتصادية معقدة تعيشها سوريا، حيث تشهد الليرة السورية تراجعاً مستمراً أمام العملات الأجنبية، ما يدفع المواطنين إلى التحوّط من خلال شراء الذهب، خاصة في ظل غياب الثقة بالعملة المحلية وتضخم الأسعار.
غير أن ارتفاع أسعار الذهب في الأشهر الماضية إلى مستويات قياسية دفع شريحة واسعة من السوريين للعزوف عن الشراء، مما ساهم في تراجع الطلب، وبالتالي انخفاض الأسعار خلال الأيام الماضية.
لطالما اعتُبر الذهب ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات، إلا أن تدهور القدرة الشرائية لغالبية السوريين جعل من امتلاك حتى غرام واحد منه حلماً بعيد المنال.
فمع وصول سعر غرام الذهب إلى ما يقارب المليون ليرة، بات من الصعب على كثيرين تأمين احتياجاتهم الأساسية، فضلاً عن التفكير بشراء الذهب، حتى في حالات الزواج أو الادخار.
يرى مراقبون أن أسعار الذهب في سوريا ستبقى رهينة لتغيرات سعر صرف الليرة، وحركة السوق العالمية، والعوامل السياسية والاقتصادية الداخلية، مشيرين إلى أن التوقع بأي استقرار حقيقي لا يزال بعيد المنال في ظل الأوضاع الراهنة.