
كتب : أسامه الكومه
سورية – الدستور 24 – 22 _ 6 _2025
بدأت بوادر موسم زراعي واعد بالظهور، مع إعلان المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب عن تسلُّم قرابة 200 ألف طن من القمح من الفلاحين حتى اليوم، موزّعة على مراكز التسويق في مختلف المحافظات السورية.
يشهد قطاع تسويق الحبوب هذا العام حالة من التنظيم والاستعداد غير المسبوق، حيث تم تجهيز المراكز والصوامع، وتوفير فرق الاستلام والفرز، لضمان تسهيل عمليات التسليم اليومية.
وتشير التقارير إلى أن حجم القمح المُسلّم يزداد بشكل تدريجي، خاصةً مع توسّع رقعة الحصاد في المحافظات الزراعية الكبرى.
اعتمدت الجهات المعنية سعراً تشجيعياً لشراء القمح من الفلاحين، مع حزمة من التسهيلات والإجراءات التنظيمية، لتشجيع المنتجين على تسويق محاصيلهم للدولة. كما تم تقديم الدعم على مستلزمات الزراعة من بذار وأسمدة في بداية الموسم، في محاولة للتخفيف من آثار التكاليف المرتفعة.
لا يُنظر إلى القمح في سورية كمنتج زراعي فحسب، بل كرمز وطني وأساس في تأمين الخبز المدعوم للمواطنين. ويُعوّل على الإنتاج المحلي في سدّ الفجوة بين الاستهلاك والتوريد، وتخفيف الضغط عن قطاع الاستيراد، في ظل تقلبات الأسواق الدولية.
ومع تزايد كميات التسليم، يعقد المسؤولون والمزارعون على حد سواء آمالاً بأن يشكّل هذا الموسم نقطة تحوّل، تُعيد التوازن إلى المشهد الغذائي السوري، وتفتح المجال أمام خطط طويلة الأمد لتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الحبوب، خصوصًا القمح.