
كتب :أسامه الكومه
مع ساعات الصباح الأولى ليوم السبت، انطلقت في مختلف المحافظات السورية امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية المهنية “دورة 2025″، وسط استعدادات تنظيمية مشددة وإجراءات تهدف إلى تأمين بيئة امتحانية ملائمة لأكثر من 398 ألف طالب وطالبة توزعوا على 2216 مركزاً امتحانياً.
وبحسب وزارة التربية، يتقدم لامتحانات شهادة التعليم الأساسي العام والشرعي هذا العام أكثر من 380 ألف طالب وطالبة، حيث تستمر الامتحانات حتى التاسع من تموز المقبل، بينما يخوض غمار امتحانات الثانوية المهنية بفروعها الصناعية والتجارية والنسوية 18591 طالباً وطالبة، وتستمر حتى العاشر من الشهر ذاته.
وفي إطار المتابعة المباشرة للعملية الامتحانية، أجرى وزير التربية الدكتور محمد عبد الرحمن تركو جولة تفقدية لعدد من المراكز الامتحانية في يومها الأول، حيث اطلع على واقع سير الامتحانات، واطمأن على راحة الطلاب وظروف الامتحان، مستمعاً إلى ملاحظاتهم حول مستوى الأسئلة ومدى وضوحها وملاءمتها لما تم تدريسه خلال العام الدراسي.
وأكد الوزير تركو في تصريح لمراسلة وكالة سانا أهمية الحفاظ على بيئة امتحانية هادئة ومنظمة، مشدداً على التزام الوزارة بتطبيق التعليمات الوزارية الناظمة لضمان العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، إضافة إلى متابعة دقيقة من خلال تقارير يومية ترفع من جميع مديريات التربية ترصد مجريات الامتحانات وتسلط الضوء على أي صعوبات أو خروقات قد تظهر.
أوضح وزير التربية أن الوزارة تسعى من خلال هذه الدورة الامتحانية إلى رفع مستوى الانضباط والجودة في الأداء، سواء على صعيد إعداد الأسئلة أو تنظيم المراكز أو تقديم الخدمات اللوجستية، مؤكداً أن العمل لا يقتصر فقط على الرقابة بل يمتد إلى دعم نفسي ولوجستي مستمر للطلاب من أجل تمكينهم من تقديم أفضل ما لديهم في هذه المرحلة المصيرية من حياتهم الدراسية.
وأشار تركو إلى أن الوزارة تتابع بشكل لحظي آراء الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور من خلال منصاتها الرسمية وغرف العمليات المركزية في المحافظات، ما يتيح استجابة سريعة لأي طارئ أو ملاحظة، ويعزز الثقة المتبادلة بين الأسرة التربوية والمؤسسات الرسمية.
تجري هذه الامتحانات في ظل ظروف خدمية وتعليمية لا تزال تتعافى من آثار الحرب والضغوط الاقتصادية، ومع ذلك، فإن الإقبال الواسع والانضباط التنظيمي يشكلان مؤشراً إيجابياً على عودة الاستقرار إلى النظام التعليمي السوري، ويعكس الجهود الحثيثة التي تبذلها الكوادر التربوية والإدارية لإنجاح الموسم الامتحاني.
وتشهد مراكز الامتحانات إجراءات صارمة لضمان النزاهة، من بينها تفتيش دقيق، وإلغاء أي محاولة للغش، إضافة إلى تفعيل فرق المتابعة والمراقبة داخل المراكز وخارجها، وذلك في إطار خطة متكاملة وضعتها وزارة التربية بالتعاون مع الجهات المعنية لضمان سير الامتحانات بسلاسة وشفافية.
مع انطلاق هذا الحدث الوطني التربوي الكبير، يتجدد الأمل في نفوس مئات آلاف الطلاب الذين يرون في الامتحانات بوابة للعبور نحو مستقبلهم الأكاديمي والمهني. وبين جهد الوزارة، وتفاني الكوادر، وطموح الطلبة، تبقى العملية الامتحانية في سوريا مرآة تعكس صمود القطاع التربوي وقدرته على التحدي والتجدد في وجه كل الظروف.