كتب : احمد حسن 

في حياة كل إنسان لحظة فاصلة، لحظة لا تُقاس بالزمن، بل تُقاس بالأثر. لحظة واحدة قد تغيّر مجرى العمر، تُبدّل الحزن فرحًا، وتحوّل اليأس إلى أمل. لحظة بين ضيقٍ يكاد يخنق القلب، وفرجٍ يُنعش الروح 

قال الله تعالى:

“فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”

 

في الآيتين تأكيد رباني إن العسر لا يأتي إلا ومعه اليسر، وكأن الفرج يرافق الشدة دومًا.

 

كم مرة ظننا أن النهاية قد كُتبت، وأن لا مخرج من الكرب، ثم فجأة، جاء الفرج من حيث لا نحتسب؟

قال الله تعالى:

“وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ”

 

سبحان الله، كم من ضيق حسبناه هلاكًا فإذا به باب رزق ونجاة.

 

كم دمعة نزلت من عينٍ حزينة، كانت هي بداية الشفاء؟ وكم دعوة في جوف الليل، كانت طريق النجاة؟

قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

“أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء.”

وفي السجود، هناك لحظة قد تغيّر كل شيء.

 

الضيق ليس نهاية، بل هو بداية اختبار الصبر، والفجر لا يولد إلا بعد أشد ساعات الظلام.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا.”

 

وبين الضيق والفرج، لا تحتاج إلا لحظة صدق مع الله، لحظة رجاء، لحظة يقين بأن ما ضاق إلا ليتسع، وما تأخر إلا ليأتي في أجمل حين.

 

وفي زمن تمتلئ فيه القلوب بالقلق، وتزداد ضغوط الحياة، نحتاج أن نُذكّر أنفسنا والناس من حولنا، أن لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس.

مهما بلغت خطايانا، ومهما طال الضيق، باب الرحمة مفتوح دائمًا.

 

الفرج قد يكون في مكالمة غير متوقعة، في فرصة تأتيك من بعيد، في كلمة من غريب تُحيي فيك ما مات، أو في ابتسامة طفل تُنسيك ما عانيت.

 

فلنتمسك بالأمل، ولنجعل من صبرنا جسرًا نعبر به من الضيق إلى الفرج.

فإن بينهما… لحظة.

 

للمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط