
بقلم أسامة محمود
في تصريح مثير للجدل، عاد الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب إلى واجهة الأحداث من جديد، وهذه المرة عبر تصريحات تناول فيها قناة السويس ودور الولايات المتحدة الأمريكية في المرور بها. قال ترامب إن السفن الأمريكية تمر عبر قناة السويس “مجانًا”، دون دفع رسوم عبور، في إشارة أثارت الكثير من التساؤلات والانتقادات حول دقة هذه المعلومات وأبعادها السياسية.,
ترامب، المعروف بتصريحاته المثيرة والحادة، أشار إلى أن الولايات المتحدة “تحمي” القناة وتضمن أمن الملاحة فيها، معتبرًا أن هذا الدور يمنحها امتيازات خاصة، من بينها العبور بدون رسوم. ،
هذا التصريح أثار موجة من الجدل، خصوصًا في الأوساط المصرية والعربية،
حيث تعتبر قناة السويس مصدر دخل رئيسيًا لمصر وسيادتها عليها أمر غير قابل للنقاش.
.تصريحات ترامب تثير عدة تساؤلات عن أهدافه من إطلاق مثل هذه التصريحات في هذا التوقيت بالذات. ،البعض يرى أنها محاولة لاستقطاب مزيد من الدعم السياسي الداخلي عبر خطاب قومي يبرز تفوق أمريكا وسيطرتها المفترضة على الممرات الحيوية العالمية.
في حين يرى آخرون أن هذه التصريحات تعبر عن جهل أو تجاهل لطبيعة القوانين الدولية المنظمة للملاحة في قناة السويس.,
ومن الجدير بالذكر أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تقوم على شراكة استراتيجية، لكنها لم تصل أبدًا إلى منح واشنطن امتيازات حصرية في قناة السويس.
مصر تتعامل مع جميع الدول بمعايير واحدة في هذا الملف، حفاظًا على سيادتها ومكانتها الدولية.,
في النهاية، يبدو أن تصريحات ترامب الجديدة تأتي امتدادًا لنهجه القديم في استخدام قضايا دولية معقدة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، دون الاهتمام الكبير بتداعيات هذه التصريحات على علاقات الولايات المتحدة مع الدول الصديقة والحليفة.
ومهما كانت دوافعه، تبقى الحقيقة أن قناة السويس ستظل رمزًا للسيادة المصرية، ولن تمر أي سفينة، أمريكية كانت أو غيرها، إلا وفق القوانين المصرية واللوائح الدولية.