
كتبت ضحى الشريف
شعب الباجاو: أسطورة البحر التي تحولت إلى واقع..
في أعماق مياه جنوب شرق آسيا، حيث تتلاقى الفلبين و ماليزيا وإندونيسيا ، يظهر شعب لا يعيش على الأرض ، بل على الماء! و هؤلاء هم شعب “الباجاو”، أو ما يسموا ب “غجر البحر”
شعب قضى حياته على زوارق خشبية ، و أكواخ تطفو فوق سيقان خشبية ، متأقلمين مع الحياة في البحر.
حياة عائمة: كيف يطعم البحر أهل الباجاو؟
الباجاو ليسوا مجرد صيادين؛ بل هم خبراء في الحياة البحرية.
حيث يعتمدون على البحر كمصدر رئيسي للغذاء والموارد. يعيشون في المقايضة ، حيث يتم تداول الأسماك و السلع الزراعية بدلاً من المال. لا يعلمون النقود ، الآن المياه تمنحهم ما يحتاجون إليه، و في المقابل ذلك يمنحون البحر قدراتهم على البقاء.
عادات وتقاليد: الباجاو والتعايش مع أعماق البحر
و الذي يجعل شعب الباجاو مميزاً هو ارتباطهم الشديد بالبحر. فمنازلهم الخشبية، التي تطفو على سطح الماء، تشهد على حياتهم الخاصة التي تتنقل بين الأمواج. يعبرون البحر مثلما يعبر الإنسان الطرقات ، لكنهم في المقابل يعاملون البحر كأم حاضنة لا يمكن الاستغناء عنها.
و تمتد مهاراتهم في السباحة إلى عمق البحر حيث يقيمون.
إلى أين يذهب شعب الباجاو؟ ضغوط الحضارة والتغيير
لكن اليوم ، شعب الباجاو يواجه تحديات صعبة و هذا بسبب الاندماج الثقافي و التغيرات الحكومية ، و قد بدأ عدد أولئك الذين يولدون ويعيشون تحت الماء في التناقص ملحوظ.
و لهذا يحاولون التأقلم مع المجتمعات الحديثة و التغيرات الاقتصادية، و على الرغم من ذلك، يبقى البحر هو مصدر الحياة و الهوية لهذا الشعب الرائع.
لهذا قد لا يعيش كثير من أفراد شعب الباجاو كما عاش أسلافهم في أعماق البحار، لكنهم بالتأكيد يظلون مرتبطين بعالم البحر بكل ما يحمله من جمال وتحديات.