النووي الإيراني بين مطرقة التفاوض وسندان الحرب

بقلم : يوحنا عزمي

 

مباحثات هشة بين طهران وواشنطن

 

تدور جولات المباحثات بين الولايات المتحدة وإيران حول 

البرنامج النووي الإيراني ، ما بين مسقط وروما ، في أجواء 

تفتقر إلى الاستقرار أو الضمانات. هذه المفاوضات مهددة في 

أي لحظة بالتعثر أو التوقف المفاجئ ، دون مقدمات تُذكر ، وسط حالة من الشكوك المتبادلة.

 

إسرائيل .. اللاعب الخفي داخل غرف التفاوض

 

ليس سراً أن تل أبيب مطلعة على أدق تفاصيل ما يجري داخل قاعات المفاوضات. المعلومات تُنقل إليها لحظة بلحظة ، وتقوم بتحليلها والاعتراض عليها إذا لم تخدم مصالحها الأمنية ، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى غلق باب الحلول الدبلوماسية نهائياً، ودفع الأمور نحو خيارات أكثر تصعيداً.

 

الخيار العسكري : الهدف الحقيقي؟

 

وفق تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن الموقف الإسرائيلي لم يتغير. لا تنازل عن شرط تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل ، بما في ذلك قدرات الصواريخ الباليستية. هذا المطلب يحظى بتأييد كامل من إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب ، حيث التنسيق والتشاور بين واشنطن وتل أبيب مستمر وعلى أعلى المستويات.

 

مفاوضات لكسب الوقت .. لا أكثر؟

 

من غير المستبعد أن تكون هذه المفاوضات مجرد وسيلة لشراء الوقت، ريثما تكتمل الاستعدادات الأمريكية – الإسرائيلية لشن عملية عسكرية شاملة ضد إيران. حرب محتملة ستكون مختلفة في طبيعتها عن كل ما شهدته المنطقة من صراعات سابقة، من حيث العنف والكثافة والتأثير الإقليمي.

 

معلومات سرية تحت غطاء التفاوض

 

هناك احتمال آخر لا يقل خطورة : أن تكون المباحثات وسيلة لاختبار نوايا إيران ، واستخلاص معلومات حساسة عن قدراتها النووية ومخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب ، وكذلك عن مواقع المفاعلات ونوع الأنشطة التي تُمارس فيها، وهي معلومات قد لا تكون متاحة إلا من خلال الحوار المباشر.

إنسحاب أمريكي محتمل .. وخيار الحرب جاهز

 

في ضوء ما سبق ، لا يجب أن يفاجئ أحداً إعلان واشنطن 

عن انسحابها من المباحثات ، بزعم أنها لم تعد مجدية. وقد يكون هذا الانسحاب مجرد إعلان لنهاية مهمة استخباراتية كانت تهدف إلى جمع ما يكفي من المعلومات ، تمهيداً لعمل عسكري مخطط له مسبقاً.

 

العد التنازلي بدأ .. والحرب ليست مستبعدة

 

السيناريو الأقرب هو أن تعود لغة القوة إلى الواجهة ، خاصة 

وأن التنسيق بين نتنياهو وترامب يقوم على استراتيجية “الوقت المناسب”. ما يبدو الآن كمفاوضات ، قد يكون في الحقيقة تمهيداً لقرارات صادمة ، والأيام القادمة وحدها ستكشف خفايا المشهد.

 

 

 

للمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط

  • Related Posts

    تحقيق صحفي بعنوان: “السماء جفت… والصعيد ينتظر الغيث: أزمة المطر في جنوب مصر وأسرار الغياب

    بقلم أسامة محمود      المقدمة:     لم تكن السماء يومًا بخيلة على أرض الكنانة، فقد عُرفت مصر عبر تاريخها بأنها “هبة النيل والمطر”، لكن السنوات الأخيرة حملت تغيرًا…

    احمد حسن يكتب “بين صرخة وفرحة”

        فى ظل الصمت التام للعالم لما يحدث فى قطاع غزة من إبادة وتجويع وتهجير من الاحتلال الصهيوني نتصدم من حصيلة زيارة ترامب الى دول الخليج والتى بلغت 2…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *