
بقلم د / هاني المصري
في عالم يشهد تغيرات متسارعة، وتحديات متعاظمة، يبرز الإعلام كقوة مؤثرة في تشكيل وعي الشعوب وتوجيه الرأي العام. لم يعد الإعلام مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح ركيزة أساسية في دعم استقرار الدولة، وبناء وحدتها الوطنية، وتعزيز أمنها القومي.
—
أولاً : الإعلام كحائط صد في مواجهة الشائعات والأكاذيب
تلجأ الجهات المعادية للدول إلى استخدام الإعلام المضلل كأداة لزرع الفتن، وزعزعة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة. وهنا يأتي دور الإعلام الوطني المسؤول في التصدي لتلك الحملات، عبر تقديم المعلومة الدقيقة، وفضح الأكاذيب، وتنوير الرأي العام بالحقيقة.
—
ثانيًا : الإعلام وتعزيز الهوية الوطنية
يلعب الإعلام دورًا محوريًا في ترسيخ الانتماء الوطني، من خلال تسليط الضوء على القيم الثقافية، والتاريخ الوطني، والرموز التي توحد المجتمع. فكلما ازداد وعي المواطنين بهويتهم المشتركة، تعززت مناعتهم ضد محاولات الاختراق الفكري أو الثقافي.
—
ثالثًا : الإعلام كجسر بين الدولة والمجتمع
يسهم الإعلام في بناء الثقة بين المواطن والدولة، حينما يعكس هموم الناس بموضوعية، ويعرض جهود الدولة بصدق وشفافية. هذه العلاقة التفاعلية تخلق بيئة من الحوار والتفاهم، وتشجع على المشاركة الإيجابية في حماية المصالح الوطنية.
—
رابعًا : الإعلام والأمن القومي في عصر المعلومات
في زمن الحرب السيبرانية والتضليل الرقمي، يتحول الإعلام إلى خط دفاع استراتيجي. فالتغطيات المتوازنة، والتحليلات العميقة، والتوجيه المهني تسهم جميعها في تعزيز وعي المواطنين بخطورة التحديات، وتحصينهم فكريًا من التأثر بالدعاية السلبية.
—
وختاماً
إن الإعلام ليس طرفًا محايدًا حين يتعلق الأمر بأمن الدولة ووحدتها. بل هو شريك رئيسي في معركة الوعي، وسلاح حضاري في مواجهة التهديدات. لذا، فإن دعم الإعلام الوطني، وتطوير أدواته، وضمان حريته في إطار من المسؤولية، بات ضرورة لا غنى عنها لتحقيق الاستقرار والتنمية.