
كتب: أحمد عماد
أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً جديدًا في ملف الرسوم الجمركية، بعد أن ألمح إلى إمكانية تقديم بعض الاستثناءات من التعريفات التي فرضها بنسبة 10% على غالبية الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، رغم تأكيده أن هذه النسبة تمثل “الحد الأدنى”.
وفي تصريحات أدلى بها ترامب للصحفيين على متن طائرة “إير فورس ون” خلال توجهه إلى فلوريدا، قال:
“قد تكون هناك بعض الاستثناءات لأسباب واضحة، لكن يمكنني القول إن 10% هو الحد الأدنى”، دون أن يوضح ما يقصده بـ”الأسباب الواضحة”، أو يقدم تفاصيل بشأن أي تغييرات محتملة في سياسته الجمركية.
تصريحات ترامب جاءت في ختام أسبوع شهد اضطرابات قوية في الأسواق العالمية، بسبب فرض رسوم جمركية شاملة على عشرات الدول، قبل أن يتم تأجيل تطبيقها لاحقًا نتيجة التوتر في الأسواق ومخاوف من ركود عالمي محتمل.
ورغم تراجع عوائد السندات الأميركية بعد صعودها لأعلى مستوى لها منذ أكثر من 20 عامًا، سجل مؤشر “إس آند بي 500” أفضل أداء أسبوعي له منذ عام 2023، بارتفاع بلغ 1.8%.
وتزال الصين تتصدر المشهد، بعد أن رفعت الرسوم الجمركية على البضائع الأميركية إلى 125%، ردًا على خطوة مماثلة من البيت الأبيض. وهدّدت بكين بأنها “ستقاتل حتى النهاية”، رغم تأكيدها أنها لن ترد على زيادات جديدة إلا عبر إجراءات مضادة غير مُعلنة حتى الآن.
وقلّل ترامب من خطورة التصعيد، وقال:
“الأسواق كانت قوية اليوم. الناس يرون أننا في وضع ممتاز”، كما أكد أن الدولار الأميركي سيظل “العملة المفضلة”، موضحًا:
“إذا قالت دولة ما إنها لن تتعامل بالدولار، يمكنني أن أؤكد لكم أنه من خلال مكالمة واحدة، سيعودون للتعامل بالدولار”.
ورغم تقلبات سوق السندات، قال ترامب إنه تدخل في الوقت المناسب لتصحيح المسار:
“كانت هناك لحظة صغيرة من التوتر، لكنني قمت بحل المشكلة بسرعة”.
وبحسب تحليل “بلومبرج إيكونوميكس”، فإن الإجراءات الجمركية الأميركية الجديدة قد ترفع معدل الرسوم إلى مستويات تاريخية، مهددة 690 مليار دولار من التبادل التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
ورغم هذه التداعيات، أبدى ترامب تفاؤله بالمفاوضات مع بكين، مشيدًا بالرئيس الصيني شي جين بينغ قائلاً:
“إنه قائد جيد جدًا، وذكي جدًا.. وأعتقد أن شيئًا إيجابيًا سيحدث”.