
كتب: محمد بهيج
-قصة سيدنا موسى عليه وعلى سيدنا محمد وجميع الأنبياء والمرسلين الصلاة و السلام مع سيدنا الخضر عليه السلام بدأت حينما سأل بنى إسرائيل (وهم اهل جدال) كليم الله سيدنا موسى من هو أعلم اهل الارض فاجاب سيدنا موسى أنه هو أعلم اهل الارض
-فقال الله تعالى لسيدنا موسى اذهب الى مجمع البحرين لتقابل عبدا من عبادنا الصالحين وهذا العبد ليس بنبى او رسول ولكن عبد صالح اتاه الله العلم اللدنى
-وقال اهل العلم والتأويل أن سيدنا الخضر هو كل رجل صالح فى اى زمان او مكان وليس شخصا بعينه والله أعلى واعلم
-فأخذ سيدنا موسى فتاه معه وهو سيدنا يوشع ابن نون (إليسع) الذى اتته الرساله من بعد سيدنا موسى وذهب إلى مجمع البحرين وقيل أن اللقاء كان عند قناة السويس وقيل عند خليج العقبه وقيل عند راس محمد والله اعلم
-كانت بداية اللقاء أن قال سيدنا موسى لسيدنا الخضر هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا فى تأدب المتعلم مع المعلم
-فكان رد سيدنا الخضر قولا واحد انك لن تستطيع مع صبرا وعلل له عدم صبره بكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا
-فسيدنا موسى وعده أنه هيصبر واشترط عليه سيدنا الخضر أنه لا يساله سيدنا موسى عن تفسير أى شئ حتى يفسر له كل شئ لاحقا
-فركبا سفينه فسيدنا الخضر خرقها فسيدنا موسى استغرب من أنه يخرق السفينه رغم ان اصحابها اكرموهما فذكره سيدنا الخضر أنه اشترط عليه عدم السؤال عن أى شئ
-بعد أن نزلا من السفينه التقيا بغلام فسيدنا الخضر قتل الغلام بدون أى سبب فاستنكر سيدنا موسى أنه يقتل نفس طاهره زكيه بدون ذنب او سبب
-بعدها ذهبا إلى قرية طلبا من أهلها أن يطعموهما فرفض اهل القريه ضيافتهما او اطعامهما وهما على هذا الوضع وجد سيدنا الخضر جدار (حائط) سيقع فبناه سيدنا الخضر فالطبيعى سيدنا موسى قال له خد عليه اجر لان اهل القريه رفضوا حتى اطعامهما وكانوا فى قمة البخل معهما
-سيدنا الخضر فى هذه المره قال له هذا فراق بينى وبينك ولكن فسر له كل أفعاله الغريبه قبل أن يتركه
-فبدا بالسفينه قال له أن كان وراء السفينه ملك ظالم يأخذ كل السفن غصبا فاراد أن يجعل بها عيب حتى لا يأخذ هذه السفينه من اصحابها
(فأما السفينه فكانت لمساكين يعملون فى البحر فأردت أن اعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا)
-نلاحظ عند السفينه قال سيدنا الخضر أردت أن اعيبها ولم يقل أراد ربك مثلا فهذا لحسن التادب مع الله الذى علمه العلم اللدنى وان لا ينسب مالا يستحب لله حتى وان كان ظاهره الشر وباطنه الخير لانه إفساد حتى وان كان ظاهريا وفى باطنه الخير وكله من أقدار الله
-ثم اتى تفسيره لقتل الغلام :
(واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فاردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة واقرب رحما)
-نلاحظ فاردنا لانه إفساد من حيث الفعل وهو قتل الغلام على يد سيدنا الخضر عليه السلام وانعام من الله من حيث التبديل بولد صالح غيره وكله من أقدار الله
-ثم اتى تفسيره لاقامة الجدار:
(واما الجدار فكانا لغلامين يتيمين فى المدينه وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك )
-نلاحظ هنا فاراد ربك نسب كل الأمر هذا لله وحده لانه إنعام محض وخير مطلق رغم ان كل الأمور بتقدير لله ولكن نسب كل أمر حتى وان ظاهره فقط شر لنفسه ثم قال لسيدنا موسى
(وما فعلته عن امرى ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا )
-اى كل اللى حصل فى الأمور التلاته لم أفعله من نفسى او دماغى بل كله بتقدير الله ومن علم الله اللدنى الذى أعطاه الله لسيدنا الخضر عليه السلام وهذا تفسير للذى لم تسطع انت عليه صبرا
-ولكن هل لا حظ احد فى قصة الجدار أن القريه تحولت بقدرة قادر إلى مدينه
حتى إذا أتيا قرية – واما الجدار فكان لغلامين يتيمين فى المدينه
فالقريه أصبحت مدينة بدخول سيدنا موسى وسيدنا الخضر كما أصبحت يثرب المدينة المنوره وانارها الله بنوره لما دخلها مصطفانا عليه الصلاة والسلام وكما حدث فى القريه التى فى سورة يس فبدخول الأنبياء والصالحين تصبح القرى مدن فيذهب الجهل والظلام ويعم الخير والنور والعدل والعلم والله أعلى واعلم
-ولكن سؤال اخر هل لاحظ احد أنه أثناء مرافقة سيدنا موسى لسيدنا الخضر لم يأتى ذكر أو إشارة إلى فتى سيدنا موسى وهو سيدنا يوشع (إليسع )ابن نون لان كانت كل الامور نتدل على المثنى (ركبا – لقيا – استطعما-وجدا)
-فقد يكون للتركيز على ما يحدث بين سيدنا موسى و سيدنا الخضر فلا دليل قاطع على تفسير هذاالامر والله أعلى واعلم
-وناخذ العبر من هذه القصه بأن لا نحكم بظاهر الأمور خيرا ام شرا عند حدوثها ومن أعظم العبر تحمل الصعاب والمشقه والسفر فى طلب العلم وتادب المتعلم وطالب العلم فى حضرة معلمه وانظر كم ادب سيدنا موسى الرسول كليم الله مع معلمه سيدنا الخضر وهو عبد صالح وكلامه معه بلطف
(هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ) ثم (ستجدنى صابرا أن شاء الله ولا اعصى لك أمرا )ثم (لا تؤاخذنى بما نسيت ) ثم (لقد بلغت من لدنى عذرا)
-قمة التادب
-فسيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسول الخاتم قال :
(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى )
-ودستورنا القرآن الكريم اول ما نزل منه على رسولنا الكريم فى غار حراء كان سورة القلم التى بدأت بالأمر الالهى (إقرا) فى دلاله عظيمه على قيمة واهمية القراءه وطلب العلم
-وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقى فى حضرة المعلم ابياتا راقيه ورائعه :
-قم للمعلم ووفه التبجيلا
-كاد المعلم أن يكون رسولا
–اعلمت اشرف أو اجل من الذى
-يبنى او ينشئ انفسا وعقولا ؟؟
-سبحانك اللهم خير معلم
-علمت بالقلم القرون الأولى
-أخرجت هذا العقل من ظلماته
-وهديته النور المبين سبيله
-وطبعته يد المعلم تارة
-صدئ الحديد وتارة مصقولا
-أرسلت موسى بالتوراة مرشدا
-وابن البتول فعلم الانجيل
-وفجرت ينبوع البيان محمدا
-فسقى الحديث وناول التنزيلا
-لذا اطالب وزير التعليم المصرى الدكتور محمد عبد اللطيف المدير التنفيذي السابق لمدارس نهى إسماعيل الخاصه (NHS) وحفيد معلم أجيال من رجال القوات المسلحه البواسل المشير أحمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحه وزير الدفاع المصرى إبان حرب أكتوبر بالسعى الدؤوب لاعادة هيبة التعليم والمعلم فى بلدنا لحبيب حتى نسترجع ريادتنا على جميع الاصعده وحتى لا يتندر علينا الحمقى بالقول (أمة اقرا لا تقرأ )
– (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب )
-طبتم وطاب صباحكم بكل خير