كتب: محمد بهيج

 

-حينما خلق المولى عز وجل الإنسان خلقه فى احسن تقويم وقدر له رزقه فى اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين الف سنه كما ورد فى حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه مسلم وانه سبحانه تعالى جعل رزق الإنسان وآجله بيده وحده حتى يكفل له عزة نفسه ولا يمتهن من قبل أى مخلوق أيا كان فالانسان العارف بالله تمام المعرفه والمتيقن بالله تمام اليقين لا يذل نفسه الا لبارئه وحده لا شريك له 

 

-وهناك فرق بين عزة نفس المؤمن التى كفلها له خالقه وبين الكبر أعاذنا الله من الكبر والمتكبرين لانه وكما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 

(لا يدخل الجنه من كان فى قلبه ذرة من كبر )

 

-واول معصيه عصى بها رب العزه هى معصية إبليس اللعين إلى يوم الدين لخالقه حينما أمره بالسجود لآدم فتكبر وفسق عن أمر ربه 

 

-(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دونى وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا )

 

الآيه (50) سورة الكهف 

 

-(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا)

 

الآيه (6) سورة الإسراء 

 

-فالكبر صفه من صفات إبليس والعياذ بالله منه ومن صفاته وممن اتصف بصفاته 

 

-كما ميز الخالق الإنسان عن سائر مخلوقاته بالعقل الذى به يتدبر كل ما حوله من آيات الله البينات ويعرف الحق من الباطل و يميز بين ما يضره وينفعه  

 

-(بل الإنسان على نفسه بصيره ولو ألقى معاذيره)

 

الآيه (14) سورة القيامه 

 

-وساروى قصه حدثت مع العابد الزاهد الناسك سيدنا عبد الله بن المبارك رحمه الله توضح قيمة عزة نفس المؤمن للحفاظ عليها من الامتهان 

 

-حيث انه رحمه الله كان سائرا فى السوق فوجد تينا فاشتاقت نفسه للتين فذهب لبائع التين ليشترى منه بعضا من التين ولكنه وجد أن نقوده قد نفذت فقال لبائع التين أريد بعضا من التين ولكن نقودى قد نفذت وسأحضر لك ثمنه حينما آتى إلى السوق المره القادمه فقال له البائع لا تين لك عندى حتى تعطينى ثمنه فحاول معه مرارا وتكرارا ولكنه مع إصرار بائع التين على الرفض قال مقولته الشهيره:

 

(لا تين بعد اليوم )

 

-ولم يأكل التين حتى لاقى ربه 

 

-لأنه وجد أن نفسه ستهون عليه بسبب رغبه او شهوة نفس 

 

-لأن الإنسان حينما تهون عليه نفسه سيتحول لمجرد أداه او دميه (لعبه) حتى فى يد عدوه قبل صديقه 

 

-وعزة النفس لا دخل لها بغنى او فقر ولكن الله جعل الناس طبقات منهم الغنى والفقير ليساند الناس بعضهم ليعلم الصادق والمتيقن من الكاذب فلا تتبع شهوات نفسك وخالفها لأنها من الممكن أن تقودك إلى الهاويه كما فعلت بإبليس اللعين واعلم أن كل ما تريده هو بيد خالقك وبارئك وحده ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق 

 

-وكما قال الإمام البوصيرى رحمه الله فى بردة المديح :

 

-وخالف النفس والشيطان واعصهما 

 

-وإن هما محضاك النصح فاتهم 

 

-ولا تطع منهما خصما ولا حكما 

 

-فأنت تعرف كيد الخصم والحكم 

 

-فالإنسان عزيز النفس والذى لا يتبع شهوات نفسه فقيرا كان ام غنيا يظل قراره نابعا من ذاته فلا يضع نفسه وقراره بيد أحد وإنما يفعل ما يمليه عليه ضميره راجيا من وراء ذلك رضا الله مهما كلفه ذلك من مشقه (فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه )

 

-(من كان يريد العزة فالله العزة جميعا اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور )

 

الآيه (10) سورة فاطر 

 

-فمثلا فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر والذى اتفقنا واختلفنا معه كثيرا وقد قلت مرارا وتكرارا أن الرئيس عبد الناصر ما قبل النكسه كشاب ثائر يختلف عن عبد الناصر الذى تحلى بالحلم والرويه بعد النكسه (فرب ضارة نافعه) أن الغرب حاربوه كثيرا ولكنهم قالوا اننا أمام شخص بلا نزوات او شهوات 

 

-واليوم نرى ما يعانيه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه حكم مصر بعد إفشاله أقذر واخبث مشروع لتفتيت وتركيع الدول العربيه والإسلامية لصالح المشروع الصهيو أمريكى بالسيطره على كل البلاد العربيه والإسلامية تحت مسميات كثيره ك( الشرق الأوسط الكبير أو الربيع العربى او الفوضى الخلاقه) حيث يواجه بابشع وأقذر حمله اعلاميه وهو لا يتزحزح ولا يحيد قيد أنمله عن مواقفه المشرفه التى تخدم الامتين العربيه والإسلامية والنابعه عن يقين إرضاءا لوجه الله الكريم 

 

-حتى أن الصحافه الامريكيه قالت منذ أيام أن الرئيس المصرى يقف كحائط الصد الاول أمام المشروع الصهيو أمريكى لتوطين الفلسطينيين من أبناء غزه فى سيناء وهو لا يأبه بأى تصريحات ولا يتزحزح عن موقفه تجاه تهجير الفلسطينيين وتصفية القضيه الفلسطينيه إلى ألأبد 

 

-هذه المواقف نابعه من إنسان متيقن بأن قراره بما يمليه عليه ضميره طلبا لرضا الله 

 

-وهناك بعض المواقف والأقوال وضحت لنا قيمة هذا الرجل وشخصيته منذ بداية عهده بحكم مصر فهو رجل صمته كلام وكلامه أفعال لا أقوال 

 

-،فحين استعدى الاخوان الغرب ليشنوا عليه هجمتهم العدائيه وعلى مصر بعد نجاح ثورة يونيو وزوال حكم الاخوان بلا رجعه الى الابد باذن الله تعالى بعد أن كانوا يقولوا عن الغرب أنهم أحفاد القردة والخنازير ففى احتفاليه من احتفاليات ليلة القدر قال جمله شهيره لا يعرف قيمتها ولا يستوعبها إلا ذوى البصيره 

 

(اللى يقدر على ربنا يقدر علينا)

 

-فمن سيقدر على المحتمى بالكبير المتعال 

 

-لانه وقت الثورة كان بين خيارين احلاهما مر فإما أن يساند الطغمه الحاكمه الفاسده من الاخوان واذنابهم ضد ثورة الشعب او يساند ثورة الشعب على الطغمه الفاسده ممن سحلوا الثوار عند الاتحاديه وفعلوا بهم من الأفعال الأكثر فظاعة مما استنكروه على نظام الرئيس مبارك رحمه الله بعد أن وصلوا لغايتهم بحكم مصر وتحصين أنفسهم بالإعلان الدستورى المقيت كسابقه لم تشهدها مصر من قبل طوال تاريخها فاختار أمرهما ووقف مع ثورة الشعب ضد الاخوان 

 

–ثم بدا جولات من الإصلاحات الاقتصاديه فى ظل اقتصاد ضائع واحتياطى نقدى لا يكاد يذكر وطرق وبنيه تحتيه مترهله مشوهه 

 

-حتى فى افتتاحه للتوسعات والتجديدات فى مسجد السيده نفيسه منذ أيام ومن قبله مسجد السيده زينب قال (نحن دائما فى خدمة آل البيت )

 

– هذه المواقف التى هى جزء من كل بينت لنا من هو الرئيس عبد الفتاح السيسى 

 

-فاللهم هئ له من أمره رشده وكن له وليا مرشدا وكن معه ولا تكن عليه واعنه على ما هو فيه وأيده بجنودك التى لا يعلمها إلا أنت والهمه البطانة الصالحه التى تعينه على طاعتك يا رب العالمين 

 

-اللهم إنا نرى فى أفعاله وأقواله نصرة لدينك الحق فانصره على شياطين الإنس والجن وثبت أقدامه تحقيقا لقولك ووعدك الحق 

 

(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )

 

-طبتم وطاب صباحكم بكل خير 

 

-وكل عام والمسلمين جميعا بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك اعاده الله علينا وعلى الامه العربيه والإسلامية بخير وسعاده وصلاح حال وبال 

 

–