
احتجاجات أمام معرض تيسلا بمانهاتن تعكس انقسام الجمهور حول سياسات إلون ماسك
كتبت آمال خليفه
تجمع حوالي مائة محتجٍ أمام صالة عرض تيسلا، حيث كان يُلاحظ نموذج سيارة “سايبرتراك” اللامعة من خلال النافذة. كان هؤلاء المحتجون، قبل خمس سنوات،
يمثلون الصورة النمطية لمالكي تيسلا: فئة أصحاب مستوى معيشي مرتفع، يميلون إلى اليسار ومهتمين بالبيئة. اليوم، خرجوا للاحتجاج ضد مالك الشركة، إلون ماسك، الذي يُعتبر أغنى رجل في العالم ويتولى مهام تقليص النفقات الحكومية بمليارات الدولارات.
أثناء الاحتجاج، ترددت هتافات “إلون ماسك يجب أن يغادر”، حيث صرّحت المحتجة البالغة من العمر 91 عامًا، ستيفاني جولدينثال، وهي معالجة نفسية شبه متقاعدة، بأن ماسك يسعى للسيطرة على الحكومة دون شرعية انتخابية، معتبرةً ذلك انقلابًا على الديمقراطية.
ومنذ أن شارك ماسك بنشاط في حملة الرئيس ترامب الانتخابية العام الماضي، باتت مصالح شركة تيسلا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسياسة. وقد أظهرت استطلاعات حديثة أن غالبية الأمريكيين يرون أن تصريحاته السياسية تؤثر سلبًا على سمعة الشركة، مما انعكس على انخفاض سعر سهم تيسلا إلى حوالي 250 دولارًا بعد أن كان في ذروته في ديسمبر الماضي.
كما شهدت تيسلا تراجعًا في مبيعاتها على الصعيد الدولي؛ ففي ألمانيا انخفضت تسجيلات سيارات تيسلا بنسبة 75% في فبراير مقارنة بالعام السابق، وفي فرنسا تراجعت المبيعات إلى النصف خلال أول شهرين من العام، وفي الصين هبطت بنسبة 29%، في ظل تنافس متزايد من الشركات الصينية التي تقدم سيارات كهربائية بأسعار أقل.
وفي الولايات المتحدة، ورغم هيمنة تيسلا على السوق المحلي، تواجه الشركة تراجعًا في المبيعات؛ إذ يُعتقد أن ارتباطها بسياسات ترامب يؤدي إلى ابتعاد المستهلكين المحافظين عن شراء سياراتها. وعلى الصعيد السياسي، يواجه ماسك موجة من الانتقادات من مختلف الجهات؛ فقد تراجع تقديره بين الأمريكيين، فيما أثارت مبادرته بتأسيس “وزارة كفاءة الحكومة” جدلاً واسعًا.
ورغم كل ذلك، لا يزال ماسك يحظى بدعم الرئيس ترامب، الذي حضر مؤخرًا مؤتمرًا صحفيًا على عشب البيت الأبيض معه، محذرًا المحتجين من عواقب شديدة إذا استمروا في مهاجمة الشركة.
يبقى السؤال قائماً: هل سيتمكن إلون ماسك من تجاوز هذه التحديات السياسية والاقتصادية وحماية مصالح تيسلا في ظل بيئة متقلبة؟