
احتفالات واسعة النطاق بذكرى الثورة السورية
كتب محمد عضمة
في الذكرى الرابعة عشرة لانطلاق الثورة السورية، شهدت البلاد احتفالات واسعة النطاق، هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي. تجمع مئات الآلاف من السوريين في مختلف المدن، معبرين عن فرحتهم بمرحلة جديدة في تاريخ سوريا.
احتفالات في ساحة الأمويين
في قلب العاصمة دمشق، امتلأت ساحة الأمويين بالحشود التي رفعت الأعلام السورية ورددت هتافات تمجد الحرية والكرامة.
في مشهد غير مسبوق، حلقت مروحيات الجيش السوري فوق الساحة، ملقيةً الورود والمنشورات التي تؤكد التزام الجيش بحماية الشعب ومكتسبات الثورة.
هذا التحول في دور الجيش يعكس التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد بعد رحيل النظام السابق.
مظاهرات في المدن الرئيسية
لم تقتصر الاحتفالات على دمشق فحسب، بل امتدت إلى مدن أخرى مثل حمص، حماة، حلب، إدلب واللاذقية.
في حمص، تجمع الآلاف في ميدان الساعة، مرددين شعارات تنادي بالوحدة الوطنية والعدالة الانتقالية.
وفي حلب، شهدت ساحة سعد الله الجابري تجمعات ضخمة، حيث عبر المواطنون عن أملهم في مستقبل أفضل لسوريا.
تحديات أمنية في الساحل
رغم الأجواء الاحتفالية، شهدت مناطق الساحل السوري، خاصة بانياس وجبلة، بعض التوترات الأمنية. تقارير أفادت بوجود هجمات متفرقة من قبل عناصر موالية للنظام السابق، مما استدعى تعزيزات أمنية لضمان سلامة المدنيين واستمرار الاحتفالات دون عوائق.
مواقف دولية داعمة
على الصعيد الدولي، رحبت الأمم المتحدة بالتطورات الإيجابية في سوريا.
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، أكد في بيان له أن “السوريين يستحقون الآن انتقالًا سياسيًا يليق بصمودهم وسعيهم لتحقيق العدالة والكرامة”.
ودعا إلى “اتخاذ خطوات جريئة لإنشاء حكومة انتقالية وصياغة دستور جديد”.
آمال بمستقبل مشرق
مع هذه الاحتفالات، يعبر السوريون عن تطلعهم لبناء دولة ديمقراطية تعددية تحترم حقوق الإنسان وتحقق العدالة والمساواة لجميع مكوناتها. ورغم التحديات التي قد تواجههم في المرحلة الانتقالية، فإن روح التفاؤل والأمل تبدو واضحة في وجوه المحتفلين، مؤكدين عزمهم على المضي قدمًا نحو مستقبل أفضل.