
ألعاب تقتل الأطفال
بقلم: أسامة محمود
في زحام الأعياد والمناسبات، يملأ الأطفال الشوارع والميادين بألعابهم البسيطة، لكن وسط البهجة، تختبئ قنابل موقوتة تهدد حياتهم. الألعاب النارية والصواريخ الصغيرة، التي تبدو غير مؤذية، أصبحت سببًا في كوارث لا تُنسى.,
محمد، طفل لم يتجاوز العاشرة، خرج مع أصدقائه للاحتفال بمناسبة دينية، ولم يكن يعلم أن لحظة المرح ستكلفه عينه. “ابني كان بيلعب بصاروخ صغير، انفجر في وشه فجأة، ومن ساعتها وهو بيشوف بعين واحدة”، تقول والدته بصوت مختنق., ،
وفي مستشفى أسيوط الجامعي، يرقد أحمد، سبع سنوات، مصابًا بحروق من الدرجة الثانية بعد أن أمسك بصاروخ لم ينفجر بالكامل. “ابني كان فاكر إنه بارد، لكن بمجرد ما مسكه، انفجر في إيده”، يحكي والده وهو يقلب بين أصابعه ملف الأشعة., انتشار رغم المخاطر
رغم التحذيرت المتكررة، لا يزال بيع هذه الألعاب مستمرًا. جولة بسيطة في أحد الأسواق الشعبية تكشف عن أكشاك صغيرة تبيع الصواريخ والمفرقعات بلا أي رقابة. أحد البائعين، الذي رفض ذكر اسمه، يقول: “العيال بتحب الحاجات دي، ومهما حذرناهم بيشتروا”.
, تحذيرات طبية
الدكتور حسن الجمال، استشاري جراحة التجميل والحروق، يؤكد أن المستشفيات تستقبل عشرات الحالات سنويًا بسبب هذه الألعاب. “الإصابات تتراوح بين الحروق السطحية والتشوهات الدائمة،
وبعضها يصل إلى فقدان الأطراف أو العيون”، يوضح الجمال، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الإصابات تحدث نتيجة جهل الأطفال بطريقة التعامل مع هذه المواد الخطرة., من يحمي الأطفال؟
الأسئلة تتكرر: لماذا لا يتم منع بيع هذه الألعاب بشكل صارم؟ ولماذا يترك الأطفال يلعبون بها دون رقابة أسرية؟ الحماية لا تأتي فقط بالقوانين، بل بتوعية الأهل بخطورة هذه الألعاب، حتى لا يفقد طفل آخر فرحته بثوانٍ قليلة من اللهو الخطير. .
ليست الرقابة على البائعين هي وحدها سبب إنتشار هذه الألعاب النارية ولكن للاهل دور مهم في توعية الابناء من مخاطر هذه الألعاب.
حمى الله اولادنا جميعا