أفيخاي أدرعي يزوّر التاريخ: «انتصار إسرائيلي»

 

كتب : مصطفى حبيشي

في محاولة جديدة لتشويه الحقائق وقلب موازين التاريخ، خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بتصريحات مثيرة للجدل في ذكرى حرب السادس من أكتوبر 1973، زعم فيها أن الحرب «انتهت بانتصار عسكري إسرائيلي» وأنها «فتحت أبواب السلام مع أعظم دولة عربية».
تصريحات أدرعي، التي أثارت غضب المصريين والعرب على مواقع التواصل، اعتُبرت تزييفًا فاضحًا للتاريخ ومحاولة فاشلة لمحو نصرٍ مصريٍّ خالد لا يمكن لأي دعاية أن تمحوه من ذاكرة الأمة.
عبور غير وجه التاريخ
في السادس من أكتوبر عام 1973، وفي تمام الثانية ظهرًا، انطلقت مدافع الجيش المصري في معركة العبور الخالدة، لتُسجّل واحدة من أعظم صفحات المجد العسكري في العصر الحديث.
خطة محكمة نفذها رجال القوات المسلحة المصرية بكل جرأة واقتدار، فحطّموا أسطورة “خط بارليف” الذي روّجت له إسرائيل على أنه «لا يُقهر».
في غضون ساعات قليلة، تمكن الأبطال من عبور قناة السويس ورفع العلم المصري على الضفة الشرقية، في مشهدٍ لم ينسه التاريخ، واهتز له العالم احترامًا لقوة التخطيط والإرادة المصرية.
الرواية الإسرائيلية بين التبرير والتهرّب
أما رواية أدرعي التي وصف فيها الحرب بأنها «انتصار إسرائيلي»، فهي لا تعكس سوى عُقدة تاريخية تحاول إسرائيل تجاوزها عبر الكلام لا الأفعال.
فالحرب التي باغتت فيها الجيوش العربية إسرائيل في يوم “عيد الغفران”، كشفت هشاشة المنظومة العسكرية الإسرائيلية وأسقطت وهم «الجيش الذي لا يُقهر».
ورغم الدعم الأمريكي اللامحدود في مراحل متقدمة من الحرب، لم تتمكن إسرائيل من محو أثر الهزيمة النفسية التي تلقتها في الأيام الأولى.
النتائج على الأرض والسياسة كانت واضحة: استعادت مصر أرضها وسيادتها على سيناء بالكامل، عبر مسار تفاوضي فرضته قوة النصر لا الهزيمة.
الحقيقة التي لا يمكن تزويرها
محاولات أفيخاي أدرعي المستمرة لتزييف التاريخ ليست جديدة؛ فهو اعتاد استغلال المناسبات القومية المصرية لبثّ رواياتٍ مشوّهة تخدم آلة الدعاية الإسرائيلية.
لكن التاريخ واضح لا يُزوّر:
حرب أكتوبر كانت تحولًا استراتيجيًا في ميزان القوى بالشرق الأوسط، أعادت للعرب كرامتهم، وأجبرت إسرائيل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من موقعٍ لم يكن في حسبانها أبدًا.
الرد المصري: النصر لا يُروى بالتغريدات
ردود الفعل المصرية على تصريحات أدرعي جاءت غاضبة وساخرة في آنٍ واحد، إذ أكد ناشطون ومؤرخون أن من «عجز عن منع عبور قناة السويس» لا يحق له الحديث عن نصرٍ عسكري.
وقال أحد المحللين السياسيين: «لو كان لأدرعي أن يتحدث عن نصرٍ، فهو نصر الكلمة الزائفة لا الميدان الحقيقي»، مؤكدًا أن الانتصار المصري في أكتوبر لا يُقاس بالكيلومترات، بل بإرادة أمة كاملة قررت كسر قيود الهزيمة وإعادة الكرامة العربية.
خاتمة
تصريحات أفيخاي أدرعي ليست إلا محاولة يائسة لتزييف التاريخ وتجميل وجهٍ احتلالي باهت.
أما الحقيقة فتبقى كما هي:
في السادس من أكتوبر 1973، انتصرت مصر، وعبرت قناة السويس، واستعادت أرضها وكرامتها… بينما لم تعبر إسرائيل سوى إلى سجلّ الخوف والارتباك التاريخي.

 

 

للمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط

Related Posts

كشف حقيقة فيديو “محاولة القتل” في الجيزة

  كتب : مصطفى حبيشي في مشهد أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر شاب في مقطع فيديو يصرخ مدعيًا تعرضه لمحاولة قتل خطيرة، مطالبًا متابعيه بمشاركة الفيديو لإنقاذه…

“الصحة”: استجابة عاجلة بعد حريق مستشفى خاص بالإسكندرية ونقل 29 مريضًا إلى مستشفيات آمنة

كتب سيف أبوالسعود   أعلنت وزارة الصحة والسكان عن استجابتها الفورية للحريق الذي اندلع، اليوم الخميس 9 أكتوبر، في مستشفى البلشي (الرقودة) الخاص بمحور المحمودية في منطقة كرموز بمحافظة الإسكندرية.…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *