
كتب/ محمود البسيوني
يفتك الجوع بأجساد الأطفال في غزّة قبل أن يفتك القصف بأرواحهم، تنقطع الإمدادات الغذائية، تُغلَق المعابر، وتدمَّر الأراضي الزراعية.
لقمة الخبز باتت حلمًا بعيد المنال، فيما تحوّلت وجبة الطعام إلى ذكرى في ذهن كلّ طفلٍ يفتك الجوع بجسده.
هذا الجوع القاتل يحصد الأرواح بصمت أشدّ قسوة من صوت القنابل، إذ تتفاقم الأزمة مع تعمّد الاحتلال استهداف مصادر الغذاء والمياه، وتجويع المدنيين كأداة حرب وإبادة.
المأساة في غزة ليست مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل هي قصص إنسانية موجعة لأمهات يراقبن أطفالهن وهم يذبلون يومًا بعد يوم، من دون القدرة على إطعامهم أبدًا.
إن الصمت الدولي أمام هذه الجريمة يشكل شراكة في الجوع والموت، ويجعل إنقاذ أرواح الأطفال واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا اليوم، لذا وجبَ إنقاذ الطّفولة في غزّة قبل أن تُمحى بشكلٍ كلّيّ!