
سوريا _ كتب أسامه الكومه | موقع الدستور 24
في إطار متابعة موقع “الدستور 24” للتحولات التي تشهدها محافظة القنيطرة بعد سقوط النظام السابق، أجرينا هذا اللقاء مع الأستاذ محمد السعيد، مدير مديرية الإعلام في القنيطرة، للحديث عن التغيرات الاجتماعية والثقافية والرياضية في المحافظة، والدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام في هذه المرحلة.
أسامة الكومه: بدايةً، نرحب بك أستاذ محمد السعيد في هذا اللقاء، ونشكرك على وقتك.
دعنا نبدأ بالسؤال الأهم.
كيف تأثر الواقع الاجتماعي في محافظة القنيطرة بعد سقوط النظام السابق.
الأستاذ محمد السعيد:
تحسّن واقع محافظة القنيطرة بشكل كبير بعد سقوط النظام، مقارنةً بالمرحلة التي كانت فيها المنطقة تحت حكمه.
فعلى مستوى الخدمات، شهدنا تحسنًا ملحوظًا في الكهرباء، إذ ارتفعت ساعات التغذية من ثلاث ساعات فقط إلى ما يقارب اثنتي عشرة ساعة، ما انعكس إيجابيًا على المياه والاتصالات والخدمات الأخرى المرتبطة بالكهرباء.
أما على صعيد الطرقات، فقد تم فتح جميع الطرق وإزالة الحواجز التي كانت تفصل بين القرى والبلدات، وهو ما كان يعرقل الحركة التجارية والاقتصادية.
هذه الخطوات ساعدت على الحد من البطالة والفقر، وأوقفت نزيف هجرة الشباب والكفاءات إلى الشمال السوري أو خارج القطر.
كما بدأت موجة عودة للنازحين، بل حتى بعض اللاجئين تمكنوا من زيارة قراهم وبلداتهم والتواصل المباشر مع أهلهم، وهو ما خلق نوعًا من الاستقرار والرضا الاجتماعي، ولو بشكل تدريجي.
أسامة الكومه: من الجانب الثقافي، ما الذي تغير فعليًا في الشارع الثقافي المحلي؟
الأستاذ محمد السعيد:
هناك جهود مستمرة لإعادة تنشيط الحياة الثقافية في القنيطرة.
فقد تم العمل على إعادة تشغيل المراكز الثقافية التي توقفت خلال الحرب، إلى جانب التركيز على نشر ثقافة السلم الأهلي، وترميم العلاقات بين الناس، بما يساهم في جبر الضرر النفسي والاجتماعي الذي خلفته سنوات الصراع.
نحن نسعى أيضًا إلى ترسيخ مفاهيم الدولة الحديثة، التي تضع المواطن في قلب الأولويات، بدلًا من التركيز فقط على المسؤول أو الهيكل الإداري.
أسامة الكومه: وماذا عن واقع الرياضة بعد التغيرات السياسية؟
الأستاذ محمد السعيد:
للأسف، تأثرت الرياضة كثيرًا خلال السنوات الماضية، إذ انهارت البنية التحتية الرياضية، وتوقفت بعض الأندية عن العمل، ونزح عدد كبير من الرياضيين والمدربين، بسبب الظروف الأمنية وانعدام الأجور.
لكن هناك توجه حكومي واضح لإعادة بناء هذا القطاع.
بدأت عملية ترميم المرافق الرياضية، والعمل على إعادة تشغيل الأندية، وتدريب الكوادر، بهدف تأسيس مؤسسات رياضية فاعلة، تعمل بكفاءة عالية وتكلفة معقولة، بما يحقق الأهداف الرياضية والاجتماعية المنشودة.
أسامة الكومه: ما دور مديريتكم في تعزيز هذه المجالات الثلاثة؟
الأستاذ محمد السعيد:
مديرية الإعلام تعمل في هذه المرحلة الحساسة على تعزيز الوعي العام، من خلال نشر المعرفة، وإيصال الخبر من مصدره الموثوق، ومكافحة التضليل والأخبار الزائفة التي تنتشر عبر وسائل التواصل.
كما نركز على تسليط الضوء على المشكلات الواقعية التي يواجهها المواطنون، ونقدم حلولًا عملية بالتعاون مع الجهات المعنية، في إطار ما يُعرف بـ”صحافة الحلول”، التي لا تكتفي بنقل الخبر، بل تسعى لتقديم قيمة حقيقية للمجتمع.
أسامة الكومه: ما رؤيتكم لمستقبل محافظة القنيطرة في ظل هذه المتغيرات؟
الأستاذ محمد السعيد:
أعتقد أن المستقبل الخدمي والمعيشي لمحافظة القنيطرة لن يكون أقل من أي محافظة أخرى تطمح لتوفير أفضل الخدمات لمواطنيها. وقد أكد رئيس الجمهورية في لقائه مع وجهاء القنيطرة مؤخرًا، أن الدولة ملتزمة بالتصدي للانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل سقوط النظام.
كما وعد بالعمل على تأمين الاستقرار، وتوفير الخدمات الأساسية لأهالي المحافظة، بما يضمن لهم حياة كريمة وآمنة.
أسامة الكومه: شكرًا جزيلًا لك أستاذ محمد على هذا الحوار القيّم.
ختامًا، يتضح من هذا اللقاء أن محافظة القنيطرة تمر بمرحلة تحول شاملة، تتطلب تضافر الجهود بين الإعلام، والمجتمع، والسلطات المحلية. الإعلام في هذه المرحلة لا يُنظر إليه كوسيلة نقل خبر فحسب، بل كأداة للتغيير، وجسر يربط المواطن بالحقيقة والأمل.
نشكر الأستاذ محمد السعيد على هذا الحوار الصريح، وعلى جهوده في دعم التنمية الثقافية والاجتماعية والرياضية في القنيطرة.