
كتب :_ اسامه الكومه
في لحظة انتظرها الشارع الرياضي السوري والعربي بفارغ الصبر، أعلن نادي الوداد الرياضي المغربي رسميًا عن انضمام النجم السوري عمر السومة إلى صفوفه، في صفقة أثارت اهتمام المتابعين وفتحت آفاقًا جديدة أمام اللاعب والنادي على حد سواء.
وبعد أيام من الترقب ظهر “العقيد” مرتديًا القميص الأحمر، ليبدأ تحديًا جديدًا في واحدة من أقوى البطولات الأفريقية وأكثرها جماهيرية.
ولد عمر السومة في مدينة دير الزور، وبدأ رحلته الكروية من نادي الفتوة السوري، قبل أن تشهد موهبته انطلاقة كبيرة في الدوري الكويتي مع القادسية، ومن ثم في الدوري السعودي مع الأهلي، حيث أصبح أحد أبرز المهاجمين في تاريخ الدوري السعودي، بتحقيقه أرقامًا قياسية جعلته معشوق الجماهير.
لكن السومة لم يكن فقط هدافًا بارعًا، بل حمل سوريا في قلبه أينما حل، وكان من أوائل النجوم الذين أكدوا ولاءهم لوطنهم رغم العروض المغرية، ليصبح رمزًا رياضيًا ووطنيًا بامتياز.
مع بلوغ عمر السومة الـ36 من عمره، اعتقد البعض أن مسيرته على المستوى العالي قد قاربت نهايتها، لكنه فاجأ الجميع بخطوة انتقاله إلى نادي الوداد المغربي، أحد كبار القارة الأفريقية، بطل دوري أبطال إفريقيا في أكثر من مناسبة، وصاحب الجماهيرية العريضة والتاريخ العريق.
الانتقال جاء في توقيت حساس، حيث يستعد الوداد لخوض غمار كأس العالم للأندية، وهي فرصة ذهبية للسومة للظهور من جديد على الساحة العالمية، وإثبات أنه ما زال يمتلك الكثير في جعبته.
ورغم غيابه عن مواجهة مانشستر سيتي في أولى مباريات مونديال الأندية، لأسباب تتعلق بإجراءات القيد والتأهيل، إلا أن التوقعات تشير إلى ظهوره المرتقب في المواجهة المقبلة أمام يوفنتوس الإيطالي، وهي مواجهة من العيار الثقيل، قد تكون بوابة لتألق السومة على الساحة الدولية من جديد.
في سوريا، قوبل خبر انتقال السومة بفرح غامر من قبل الجماهير، التي اعتبرت وجوده في مونديال الأندية ممثلًا غير رسمي للوطن. وقد عجّت مواقع التواصل بصور النجم السوري وهو يرتدي قميص الوداد، وعلّق البعض: “سوريا حاضرة في المونديال بفضل عمر السومة”، بينما قال آخرون: “مهما ابتعد، يبقى أقرب القلوب إلى الوطن”.
من الناحية الفنية، يمتلك السومة القدرة على تعزيز الهجوم الودادي بخبرته الغنية، وقوته البدنية، وحسه التهديفي الفريد، كما أن طابعه القيادي قد يمنح الفريق روحًا جديدة، لا سيما مع تذبذب الأداء في بعض المباريات المحلية والقارية. أما من الناحية الجماهيرية، فمن المنتظر أن يشكل انضمام السومة دفعة تسويقية كبيرة للنادي، خاصة في منطقة المشرق العربي.
قد لا تكون هذه الخطوة سهلة، ولا تخلو من التحديات، لكن عمر السومة لم يكن يومًا لاعبًا عاديًا، بل كان دائمًا مشروع أسطورة، يُكتب اسمه بأحرف من ذهب في كل فريق يرتدي قميصه. واليوم، يقف على أعتاب تجربة جديدة مع الوداد، حالمًا بالمجد، ومُصرًا على إثبات أن العمر مجرد رقم، وأن العطاء لا ينضب ما دامت الروح مشتعلة.
كل التوفيق لنجم سوريا عمر السومة، فأنظار وطنه، وكل العاشقين لكرة القدم العربية، تتجه نحو المغرب، تنتظر منه هدفًا جديدًا… وفرحًا جديدًا.