“موكبانغ… لما الأكل يتحول لمشهد مرعب!”

كتبت : ضحى الشريف 

 

في السنوات الأخيرة، انتشر على الإنترنت نوع جديد من المحتوى الترفيهي يُسمى بـ”الموكبانغ” (Mukbang)، وهي كلمة كورية تعني “بث الأكل”.

 

الفكرة ببساطة أن شخصًا ما يجلس أمام الكاميرا ويأكل كميات ضخمة من الطعام قد تصل سعراته الحرارية إلى 10,000 سعرة، ما يكفي لخمسة أيام أو أكثر، وغالبًا ما يكون الأكل شكله لذيذًا ويصدر أصواتًا مغرية. كل هذا يجعل المشاهدين يتابعون بشغف، وهذا سر انتشاره السريع.

 

لكن وراء كل متعة المشاهدة والضحك وجه مظلم خفي يجب أن نتحدث عنه.

 

كيف انتشر الموكبانغ؟

 

بداية الظاهرة كانت في سنة 2010 وتحديدًا في كوريا الجنوبية، وقد كانت وسيلة للناس الذين يعيشون بمفردهم؛ ولهذا يستخدمون تطبيق “AfreecaTV”، وهذا التطبيق يساعد الناس على الظهور لايف وتناول الطعام مع تفاعل الجمهور.

 

وبعد ذلك، لعبت السوشيال ميديا دورًا كبيرًا في انتشاره وتحوله، وخصوصًا مع فيديوهات الـ ASMR التي تعتمد على أصوات الأكل، مثل منصات تيك توك ويوتيوب وكذلك إنستغرام وغيرها من المنصات، وأصبح الكثير يقلد هذه الفيديوهات لتحقيق المشاهدات والربح المادي.

 

أضرار الموكبانغ

● التشجيع على العادات الغذائية السيئة:

 

هذه الفيديوهات تروّج لتناول كميات هائلة من الطعام، ومن المحتمل أن تشجع الناس، وخصوصًا الأطفال والمراهقين، على تقليدهم دون إدراك للعواقب الصحية.

 

● مشاكل صحية لصناع المحتوى أنفسهم:

 

هنالك بعض مشاهير الموكبانغ اعترفوا أنهم يعانون من السمنة المفرطة، ومشاكل في الجهاز الهضمي، أو حتى اضطرابات في الأكل.

 

● الإسراف والتبذير:

 

وهذا سلوك مرفوض تمامًا؛ لأن كثيرًا من الطعام ينتهي برميه بعد التصوير! وهذا سلوك غير مسؤول، خصوصًا وسط عالم يعاني من الجوع وسوء توزيع الغذاء.

 

● تحفيز الإدمان على المشاهدة:

 

فيديوهات الموكبانغ مصمّمة بشكل يجعل الدماغ يفرز “الدوبامين”، وهذا يجعل المشاهد يعيد الفيديو أكثر من مرة مثل الإدمان.

 

كيف نُعالج ظاهرة الموكبانغ بطريقة ذكية وبنّاءة؟

 

رغم أنّ ظاهرة الموكبانغ تبدو للوهلة الأولى ممتعة ومسليّة، إلا أنها تحمل في طياتها العديد من المخاطر الصحية والنفسية، خاصة عند تقليدها من قِبل فئة الشباب. لذا، من المهم أن نبحث عن حلول فعّالة تساهم في الحد من هذه الظاهرة وتحويلها إلى محتوى أكثر وعيًا وفائدة.

 

نشر التوعية الرقمية

 

ينبغي إطلاق حملات رقمية على منصات التواصل الاجتماعي تشرح مخاطر الموكبانغ بشكل مبسط ومباشر، وتُظهر الآثار الجانبية للإفراط في تناول الطعام، مثل السمنة وأمراض الجهاز الهضمي واضطرابات الأكل.

 

تقديم بدائل إيجابية

 

من الأفضل تشجيع صناع المحتوى على تقديم محتوى مشابه ولكن بأسلوب صحي، مثل:

 

موكبانغ نباتي أو صحي، يركز على التغذية المتوازنة.

 

تحديات طبخ صحية تُحفّز المشاهدين على تجربة أطعمة مفيدة.

 

محتوى يربط بين الطعام والثقافات المختلفة لتوسيع آفاق الجمهور.

 

دعم المحتوى الواعي

 

من الضروري أن يدعم الجمهور والمؤسسات التربوية والإعلامية صناع المحتوى الذين يقدّمون مواد صحية وتعليمية، وتشجيعهم على الاستمرار في هذا النوع من المحتوى البنّاء.

 

إنتاج محتوى توعوي إبداعي

 

يمكن استخدام الوسائط المرئية مثل الفيديوهات القصيرة أو الرسوم المتحركة لعرض الجانب السلبي للموكبانغ، مع توظيف عناصر درامية لجذب انتباه الشباب وزيادة الوعي بخطورة تقليده دون إدراك عواقبه.

 

والمزيد من الأخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط

Related Posts

“سيناء… الحلم الصهيوني الذي كُسِر والسيف الذي لا يُغمد!”

    بقلم د . هاني المصري   في الخامس والعشرين من أبريل، يقف المصريون وقفة عزٍ وفخر، يتذكرون يومًا من أيام الكرامة… يوم استردت فيه مصر كامل ترابها الوطني…

خطاب آثري يكشف الجديد حول زيجة شكسبير

كتبت: إسراء أحمد    ساد اعتقاد بأن زواج الكاتب الراحل البريطاني الشهير ويليام شكسبير من آن هاثاواى لم يكن سعيدا وأنه انتقل إلى لندن لمتابعة مسيرته المسرحية تاركا إياها فى…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *