كيف تُخدر أمريكا وإسرائيل أعصاب إيران تمهيدًا للضربة الكبرى؟

بقلم : يوحنا عزمي

 

أتصور ان هناك خطةخداع أمريكية إسرائيلية يجري حاليه تنفيذها مع اي ات لتخدير أعصابها ، وبث الشعور بالأمان الكاذب لديها بأن المفاوضات التي تجري معها حاليا في مسقط قد تمهد الطريق نحو التوصل إلي إتفاق يمكنه ان يبعد شبح الحرب عن المنطقة ويوفر علي الجميع ما ينذر به من عواقب وتداعيات .. ويحول دون تمكين إيران من إنتاج سلاح نووي بصورة نهائية ودائمة .. بما سوف يحويه من تعهدات والتزامات وضمانات ، الخ.

 

وهذا هو ما تروج له إدارة الرئيس ترامب أمام العالم ، ويتردد 

علي لسان مبعوثه الخاص إلي الشرق الأوسط السفير ستيف ويتكوف وممثله في هذه المفاوضات التي سوف تتعدد جولاتها ويعلق الإيرانيون عليها أملهم في تجنب الدخول في حرب مدمرة مع أمريكا وإسرائيل .. ويفضي في النهاية إلي رفع العقوبات عنهم او هذا هو ما يتوقعونه منها .. ويبنون حساباتهم في هذه اللحظة علي أساسه.

 

ما اخشاه هو ان تقوم إسرائيل وسط هذه الأجواء التفاوضية الخادعة وغير الحقيقية ، بتوجيه ضربات عسكرية مدمرة ومباغتة إلي العديد من المنشآت النووية الإيرانية التي تشكل العصب المركزي في البرنامج النووي الإيراني والتي تثور كل هذه المخاوف والشكوك الأمريكية والإسرائيلية حول ما يجري فيها من انشطة تخصيب يورانيوم وغيرها مما يضع إيران علي عتبة إنتاج سلاح نووي وليضع العالم كله وقتها أمام الأمر الواقع الجديد. وهي الحرب التي ستواصلها أمريكا مع إسرائيل وفق السيناريو المعد لهذه الحرب بينهما.

 

ما اريد ان اقوله هنا للايرانيين ، هو ان يبقوا علي أعلي درجات الحيطة والحذر وان يبقي اصبعهم طول الوقت علي الزناد حتي 

لا يفاجاوا بما لم يكن واردا لهم علي بال .. وألا يتصوروا ان فترة الخطر قد عدت ، وان الجولات التفاوضية القادمة سوف تسهم 

في تحسين الأجواء وفي إزالة الكثير من مصادر التوتر والنزاع. 

وان حل مشكلة البرنامج النووي الإيراني يمكن ان تتم بينما تبقي منشآت إيران النووية علي حالها .. فهذه كلها مراهنات بلا أساس وسوف تحدث هذه الحرب ، حتي وان تأخرت لبعض الوقت ، مهما كان حجم الثمن الذي سوف يدفعه الأمريكيون والاسرائيليون فيها ولانها سوف تزيل العقبة الأخيرة من طريقهم في محاولتهم إيجاد ما يصفونه بالشرق الأوسط الجديد.

 

اما عن توقيت الضربة العسكرية الكبيرة المتوقعة ضد إيران ، 

والتي يجري التخطيط لها في واشنطن وتل أبيب من حيث 

حجمها ومدي قوتها وعنفها ونوعية الأسلحة التي سوف تستخدم فيها من الجانبين الأمريكي والإسرائيلي وما إلي غير ذلك من التفاصيل والسيناريوهات التي سوف تفرضها طبيعة هذه الحرب الإقليمية الواسعة بمخاطرها وتكاليفها الهائلة والكثير منها يصعب التنبؤ به علي حقيقته ، فقد يكون مرهونا بانتهاء امريكا من حربها علي الحوثيين في اليمن والتي قد تطول لبعض الوقت، او بنجاحها علي الاقل في تدمير الجانب الأكبر من قوتهم العسكرية الضاربة وبناهم التحتية وشبكات اتصالاتهم ومخازن أسلحتهم وإزالة تهديدهم للقواعد والقوات الأمريكية في المنطقة ولحركة الملاحة العالمية في الممرات المائية التي يتحكمون فيها ، ولتتحول المؤشرات بعدها إلي إيران ، محطتهم الأكبر والأخطر والأهم وعندها سوف يتغير المشهد الراهن في الشرق الأوسط برمته.

 

 احاديث ترامب المتكررة عن السلام هي محض أكاذيب وأوهام ومزايدات دعائية .. وإلا لكان قد اوقف الحرب في غزة واوكرانيا في الحال .. وهو من كان يقدر علي ذلك لو اراد ..لكن ما يقوله الرئيس الأمريكي شيئ ، وما يفعله يأتي في كل مرة علي العكس منه تماما.

Related Posts

مباحثات سعودية إيطالية في الرياض لتعزيز التعاون في القطاع الصحي

كتبت: إسراء أحمد   بحث وزير الصحة السعودي فهد بن عبد الرحمن الجلاجل في الرياض مع نظيره الإيطالي أوراتسيو سكيلاتشي، سبل تعزيز التعاون المشترك في القطاع الصحي، كما تبادلا الرؤى…

محافظ جنوب سيناء يبحث مع سفير أرمينيا سبل التعاون بين الجانبين

كتبت: إسراء أحمد   بحث محافظ جنوب سيناء، الدكتور خالد مبارك، اليوم /الجمعة / مع سفير جمهورية أرمينيا لدى مصر أرمين ساركيسيان، سبل التعاون بين الجانبين وتعزيز العلاقات الثنائية .  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *