إيران نمر من ورق

بقلم : يوحنا عزمي 

 

هتلاقي الطابور الخامس الفارسي فى الصحافة العربية بيطبل وبيقول لك نهاية العالم .. وللاسف لسا كتير مما يسمى بالشعوب العربية بيمشى ورا الكلام بتاع القيامة هتقوم خلاص عشان إيران خدت فوق دماغها.

 

ما جري فى الأيام الأخيرة من هجوم اسرائيلي علني فى العمق الإيراني ليس الأول من نوعه ، إسرائيل قامت بعملية مماثلة عام 2020.

 

إسرائيل منذ عام 2012 تقصف المصالح الإيرانية فى سوريا ولبنان والعراق بشكل دوري .. ومفيش رد إيراني.

 

أمريكا قامت بتصفية قاسم سليماني وإيران حتى اليوم بتحتفظ بحق لا مؤخذة الرد.

 

إيران ليست بارعة إلا فى امر واحد .. ان تقدم أوراق اعتمادها للغرب باستكمال ما فشلت فيه إسرائيل.

 

فشلت إسرائيل فى سوريا فاكملت إيران المهمة.

فشلت أمريكا نفسها فى العراق فاكملت إيران المهمة.

فشلت أمريكا وإسرائيل فى لبنان فاكملت إيران المهمة.

فشلت أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر والإخوان فى اليمن 

فاكملت إيران المهمة.

 

فشلت إسرائيل فى السيطرة على الإسلام السياسي فاكملت إيران المهمة.

 

إيران بارعة فى ضرب المسلم بالمسلم والعربي بالعربي .. 

بارعة فى ضرب مكة والرياض وابو ظبي ودبي بعناصرها 

من العراق واليمن.

 

بارعة فى إرسال خلية حزب الله إلى مصر عام 2008.

بارعة فى محاولة نسخ النموذج السوري فى ليبيا لولا الجهود المصرية.

 

بارعة فى إستخدام الإسلام السياسي السني ضد الدول العربية 

كما فعلت مع نظام عمر البشير فى السودان.

 

بارعة فى تدجين اليسار العربي وعلى رأسهم الناصريين والاشتراكيين والبعثيين والشيوعيين من اجل ان يتحولوا 

إلى ظهير مدني للإسلام السياسي سنى او شيعي او صوفي 

فالكل واحد فى جعبة التنظيم الدولي للإخوان الذي يمتلك 

أجنحة واذرع وإدارات لكل الطوائف الإسلامية فى لندنستان.

 

إيران ليست خصم للأجندة الغربية الصهيونية.

 

إيران تتنافس مع إسرائيل على اعتراف الغرب باحقيتها فى تنفيذ الأجندة الغربية الصهيونية.

 

الخلاف بين إيران والغرب اليوم بسبب ان العلاقات الإيرانية مع روسيا تخطت الخط الأحمر ، بسبب التنسيق الروسي الإيراني فى ملف الحرب الأوكرانية ، بسبب ان امريكا تحديدا لا تريد إستمرار الجناح الحاكم فى إيران وتريد دفعة جديدة من الملالي فحسب.

 

“إيران .. نمر من ورق”

 

هى فقط فرصة تشوف مثقفينا البلهاء وهما بيراهنوا على اى حاجة غير بلادهم مش اكتر .. زي اجدادهم التقدميين اللى راهنوا ان الإتحاد السوفيتي هيحارب بدالهم فى 1967 ثم انتظروه فى 1973 ولم يأتي حتى اليوم .. زي اجداد اجدادهم الليبراليين والتنويريين اللى كانوا عايزين فرنسا تحارب مكانهم الاستعمار البريطاني لمصر ومن بعدهم اللى راهن على المانيا وايطاليا فى الحرب العالمية الثانية.

 

هو تاريخ من اللاوطنية والانحطاط والدونية باسم لا مؤخذة المقاومة.

 

هذه المنطقة لا تعرف إلا حائد صد واحد وحيد منذ فجر التاريخ “مصر”. ما غير ذلك .. مجرد مشاريع اقليمية ساذجة ودول وظيفية لها عمر افتراضي بيد من صنعها فى الغرب.

Related Posts

تحقيق صحفي بعنوان: “السماء جفت… والصعيد ينتظر الغيث: أزمة المطر في جنوب مصر وأسرار الغياب

بقلم أسامة محمود      المقدمة:     لم تكن السماء يومًا بخيلة على أرض الكنانة، فقد عُرفت مصر عبر تاريخها بأنها “هبة النيل والمطر”، لكن السنوات الأخيرة حملت تغيرًا…

احمد حسن يكتب “بين صرخة وفرحة”

    فى ظل الصمت التام للعالم لما يحدث فى قطاع غزة من إبادة وتجويع وتهجير من الاحتلال الصهيوني نتصدم من حصيلة زيارة ترامب الى دول الخليج والتى بلغت 2…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *